ست قصص لست شخصيات حقيقية مختلفة اختلاف تناقضات مدينتها، متشابهة كتشابه البؤس الكامن في قلب قصصها. في روايتها لهذه القصص، بقيت لينا مخلصة لرسالتها ومصداقيتها كصحفية مستعيرة سلاسة الأدب لتتقمص شخصياتهم وتروي حكاياتهم بلسان حالهم. يُحسب لها أنها لم تلجأ للمبالغات الفنية والدرامية أو الإغراق في التفاصيل لتشد القارئ أو تستجر عطفه. أولاً لأن القصص لا تحتاج إلى ذلك، وثانياً للحفاظ على خصوصية الشخصيات، وثالثاً لتعرض قصصهم كأنداد وشركاء في المواطنة يطالبون بحقوقهم الطبيعية، وليس كحالات إنسانية تتوسل كرم المحسنين. أعتقد أن الكتاب أوصل الرسالة المطلوبة بأفضل شكل ممكن، ويبقى المهم هو أن يلقى آذاناً صاغية لدى مشرعي القوانين وواضعي السياسات التي أسهمت في وصول حال هؤلاء الأشخاص إلى ما آلت إليه.