في مرحلة معينة من العمر يريد الإنسان أن يهدم العالم يريد ألأ يبقي حجرا على آخر يريد أيضا أن يعيد بناء هذا العالم وفقا لصورته الميثالية ولكن لأن الفرد ضعيف ولا يعرف الصبر والمثابرة لا يلبث أن يكتشف يوما بعد آخر مدى عجزه وهذا الاكتشاف يؤدي إلى إحدى النتيجتين إما التسليم أو الجنون أغلب الناس يسلمون ومع مرور الأيام يقتنعون بأن تسليمهم كان الحكمة بعينها ولكن يبقى حنين من نوع ما يملأ صدورهم خاصة حين يتذكرون وهكذا يصبحون حكماء بمعنى ما ويعيشون ثم يمضون أما المجانين فإنهم لا يسلمون ولا يتوقفون عن المحاولة وعند ذاك يحصل شيء ما ولا اعرف بالضبط ما هو هذا الشيء ولا أستطيع تسميته لكنه من القوة والتأثير إلى درجة لا بد عندها أن يحدث تغييرا كبيرا وهذا التغير إما أن يصيب المجنون ذاته أو يصيب العالم إذا أصاب الشخص مضى في الشوارع هائما حالما ينظر إلى كل شيء بترفع وسخرية أما إذا أصاب العالم فعندئذ سيرتج العالم ويتشقق ثم ينهار لكي يقوم على أنقاضه عالم آخر عالم أقل ما يقال فيه عندئذ أنه يرضي الكثيرين ويحل مشاكل الكثيرين
.
عالم بلاخرائط هل يمكن اليوم أن نقول عن هذا العالم بعالم بلاخرائط هل أصاب المنيف في العنوان ام لم يصب
في عالم بلاخرائط الكل في متاهة هذا العالم الكل يضيع طريقه في عالم كله ضجيج الجميع تائة في طريق غيره والكل يسلك عكس التجاه لا أحد يفكر أن الطريق التي يسلكها هي طريق غيره
.
هذه الرواية جوهرة نادرة تركها روائيان كبيران عبد المنيف وجبرا إبراهيم جبرا هكذا يكتب الأدب يا كتاب العرب المعاصرين هذا هو الأدب الذي يرفع قيمة الأدب العربي إلى اعلى القمة أي رواية هذه التي جمعت كل عناصر الروايات من غزل إلى أدب سجون إلى سياسه وفن ومقاومة لم يتركا موضوعا الا وتطرقا له
.
الاسئلة التي كنت أتمنى أن يجيبني علية الروائيان هل من الواجب أن تدخل الاباحية على الأدب والرواية كي تروج جيدا؟لماذا تدخل الاباحية على الأدب؟ الا ينجح الأدب من غير اباحية؟
.
لا اعتقد أن الاباحية عنصر مهم جدا لنجاح أي عمل أدبي ها نحن اليوم نشاهد إلى اين وصل العتوم بالأدب المعتدل الذي لم يدخل عليه الاباحية وقد نجح نوعا بالفعل روائي كبيررر وعظيم مثل عبد الرحمن منيف كان بمكانه أن يفرض أدبه على الوطن العربي وغير العربي من غير الترويج بالاباحية لكن بنهاية هذا الرواية عمل عظيم لا يشق له غبار وما يعيبها بنسبه لي دخول الاباحية التي كان من الممكن التخلي عنها