قصة تتضمن قصة

هي قصيرة جدا بحيث لا تتعدى 15 صفحة لن أتكلم عن القصة سوف تكتشفونها عند قراءة الكتاب ولكن سوف أتكلم عن المغزى منها وماذا تتضمن

رغم قصرها إلا أنها تشرح الإختلاف بين عالم البشر وعالم الحيوان كما تتعمق داخل عالم البشر

لنحاول ملاحظة عالم الحيوان من حيث البحث عن الأكل سواء كان عبارة عن حيوانات ضمن قطيع أو مجموعات أو فردية نجد أنها تنتقل من مكان لآخر حسب الفصول بحثا عن الأكل فتستقر في المكان الذي يوفر لها الأكل و بمجرد أن ينفذ الأكل تنتقل إلى مكان آخر لتجد مصدرا آخرا للأكل تلقائيا و بشكل غريزي

أما في عالم البشر الأمر مختلف كل شخص منا يسعى لوظيفة مستقرة و بيت و يغرق في هذا الروتين رغم أننا احيانا نتذمر من الروتين ولكن ليس لدينا استعداد لتغييره و لا نحب تغييره و كذلك تجد اننا دوما نبحث عن وظيفة في مدننا ولا نحاول الابتعاد عن البيئة التي نشأنا بها خوفا من التغيير والإختلاف وبمجرد الحصول على الإستقرار تجد اننا نكرر مانفعله في روتين ثابت نتملل منه ولكن لا نغيره و المشكلة الاكبر ليس هنا فالإستقرار جيد بل فأننا لا نتقبل التغيير ابدا فالعالم يتغير من حولنا سواء ماديا اقتصاديا ثقافيا ...... و التغيير لا يأتي فجأة بل يكون تدريجي ولكن نحن لا نلاحظ التغيير التدريجي ابدا فقط ننصدم بنقطة التغيير الفاصلة وهذا بسبب غرقنا في الروتين بحيث لا نلاحظ مايحدث حولنا كأنه لا يعنينا

المصادر المالية تتغير هناك شركات تفلس وهناك شركات تنشأ هناك سوق عمل يمكن ان يحتاج عمال جدد او يستغني عن بعض العمال .....

أماكن الإقامة كذلك تتغير هناك مبان يجب تجديدها لقدمها يجب تركها هناك مبان للورثة كذلك يجب تركها .....

ليس فقط العالم من حولنا يتغير حتى العالم داخل أسرنا يتغير فهناك اطفال يكبرون و تتغير شخصيتهم و تحدث صدامات و تغييرات في التعاملات بينهم وبين الآباء و حتى بين الأزواج رغم مرور السنوات على نفس الروتين

حتى نحن نتغير نكبر ننضج نتغير بسبب الأزمات الصدمات الظروف التجارب

لكن مشكلتنا لا نلاحظ التغيير البسيط والطفيف حولنا وفي انفسنا فقط نلاحظ التغيير الجذري لان و الصادم و هنا يحدث الاختلاف بيننا و كيف نتعامل مع التغيير هناك من ينصدم و يكتئب و يتوقف وكأن الدنيا توقفت ا وان العالم انهار حوله وهناك من يسعى للتغيير مباشرة و يتقبل التغيير مهما كان قويا بحيث يبحث عن عمل جديد بعد ان فقد وظيفته او يغير مكان عيشه او يغير طريقة تعامله مع الاخرين لانهم تغيروا و هناك من يتغير ولكن ببطء لأنه يستغرق وقتا لتقبل التغيير

المغزى من القصة أن كل شيء قابل للتغيير مهما كان حتى المشاعر و يجب علينا تقبل ذلك و ليس فقط تقبل ذلك يجب علينا ان نتأقلم و نبحث عن فسح جديدة حتى في معاملاتنا لكسر الروتين لان حقيقة الروتين هو نوع من الاستقرار هو محمود ولكن بالمقابل يدخلنا في دوامة الملل و التعود وحتى مع الوقت عدم التقبل و نقص الفعالية و حتى فتور المشاعر بيننا كما يجب علينا ان نلاحظ التغييرات الطفيفة و ان لا نتقوقع على أنفسها بالعكس حتى التغيير يمنحها فرصا أخرى للحياة بشكل افضل من الناحية المادية و المعاملاتية

التعايش مع اوضاعنا لا يعني التقبل فقط بل يعني التغيير لتجديد حياتنا و تحسينها

التغيير حتمي لا شيء يبقى كما هو ولكن احيانا يجب علينا نحن ان نغير قبل ان يفرض علينا التغيير

ليس دوما التغيير معناه تغيير وظيفة او تغيير مكان او تغيير اشخاص بالعكس يجب ان نوازن بين الاستقرار والتغيير بحيث استقر بوظيفة معينة و لكن غير طريقة العمل بها ، غير ديكور المكتب ، إقرأ كتاب عندما لا يكون هناك عمل مكثف ...... كذلك العلاقات بين الازواج والاصدقاء و الاهل لا يجب ان نغيرهم بل نغير المعاملة نكسر الروتين نذهب في رحلات جماعية او ثنائية ، نغير حتى المظهر احيانا تغيير المظهر يعطي احساسا مختلف داخلنا وداخل من حولنا . المنزل نكسر رتابته بتغيير طلائه و تغيير الديكور او حتى فقط تغيير دوري لأماكن الأثاث

حتى الحب والمحبة تفتر اذا ما أسرها الروتين ولتجديدهما لا يتطلب الكثير مجرد هدية بسيطة مفاجئة يجب ان تكون مفاجئة لان الهدايا الروتينية تصبح مملة و حتمية مثل هدايا اعياد الميلاد واعياد الزواج وووو الهدايا المفاجئة من دون سبب احيانا تعطينا جرعة حب إضافية او اجازة او رحلة لمدة يومين فقط كفيلة ببث طاقة ايجابية داخلنا

الاستقرار جميل والاجمل منه ان تتخلله فترات تغيير منا ، الحياة جميلة بكل مطباتها ولكن علينا ان نعرف كيف نعيشها و نتخلص من مخاوف التغيير و الخوف من الغد لنهمل اليوم