لا تنفض جلسة من شباب او شيب إلا وعرَّجوا _في غالب الامر _ على الحرية، بإسهابٍ او على عجل، بشكل صريح واضح او بعبارات وكلمات اقل حدة من لفظ (حرية)، فبعد ما اكتست الكلمة لفظًا مزعجًا ومضمونًا هدامًا لدى كثيرٍ من الناس _في بعض المجتمعات العربية_ اصبح التحدث بالحرية امرا مستهجنًا ويدعوا إلى التشاؤم والحذر. الحرية في الآونة الأخيرة وبشدة اصبحت مبحث الكل والكل يدعي أن حريته مسلوبه او ضُيقَ نطاقها. فتولدت لدي تساؤلات، ماهي الحرية؟ ما مقياسها؟ القانون والحرية متنافران أم مكملان لبعضهما؟ الحرية والدين ... وغيرها. فكنت أود أن أعي حقا (الحرية)!! او على الاقل أُكَوِن مفهومًا للحرية وصورة واضحة المعالم عنها. كان كتاب العروي مفهوم الحرية ضالتي. أسلوب الكاتب ثقيل وتحتاج قراءة مواضيع الكتاب إلى التأني وحضور ذهني وهذا لا يعيب الكاتب بشيء ولا يضر بالكتاب، أُفضِل أن يكون اقل ثقلا وتمنيت ان كانت هناك امثلة لبعض النقاط لإستيعاب أسرع، لكن هذا ماهو عليه الكتاب ويجب ان نقبل به بصدرٍ رحب. يقع المحتوى في ١٤٢ صفحة إبتدأ بعد (التمهيد) بفصلٍ معنون بـطوبى الحرية في المجتمع الإسلامي التقليدي إلى الفصل الخامس والاخير بعنوان اجتماعيات الحرية و ينتهي الكتاب بعد صَفَحات كان عنوانها استنتاجات. العروي قدم بحثا قوي ورائع لا أستطيع من قراءة اوليه ان ادرك كل المهم في موضوعات الكتاب وان استخرج أجوبةً لجميع أسئلتي. وددت ان اضع مراجعة الكتاب بعد القراءة الثانية لكي اكون أكثر دقة في وصفي واستنتاجي، لكن ما يهم هو الفكرة التي أود إصالها وهي أن الكتاب مهم ونافع ويبحث في موضوع شُوِهَ كثيرًا بسبب عدم فهمه ومعرفته حق المعرفه.

بالمناسبة، الكتاب ضمن سلسة مفاهيم متفائل بجمالها وادعو الله ربي ان يتحسن (مزاجي) ويعود لي تركيزي وشغفي وأقرأها..