رواية وبعد... هي من الروايات المميزة التي كتبها غيوم ميسو، وتعد من تجاربه الروائيّة الأولى.. تتحدث أحداثها عن حياة محامٍ اسمه ناتان وعلاقته بزوجته مالوري وابنته، وظهور الطبيب غورديش الذي ساهم في التأثير على أحداث الرواية، تبدأ الرواية في مشهد من ماضي ناتان عندما كان طفلاً مع مالوري، ومن ثم تنتقل إلى الحاضر بطريقة نجح ميسو في صياغتها في هذه الرواية، ولكنه تميز فيها برواياته اللاحقة.

ينقل ميسو باستخدام شخصية ناتان صورة حول الإنسان الذي يستطيع تحقيق نفسه، والتطور من حالة إلى أخرى مثلما نرى في حياة ناتان التي بدأت في حي فقير، ومعاناة في استكمال دراسته المدرسية وصولاً إلى تحوله لمحامٍ ناجح في مجال عمله.

تتقاطع طرق الشخصية المؤثرة في الرواية الطبيب غورديش مع ناتان في أكثر من حدث كما ظهر في الرواية، ويستطيع غورديش جعل ناتان يتأكد من أنه سوف يموت قريبًا، ولكنه يتفاجأ بتغيير في الأحداث في الفصول الأخيرة في الرواية، بعد أن تصبح صورتها أكثر وضوحاً؛ إذ يتمكن ميسو من جعل القارئ يصدق هذه الفرضية، ولكن تظهر تلك المفاجأة في نهاية الرواية لتغير كل شيء فيها.

غالبًا لطفولة ناتان تأثير كبير على مستقبله، وهذا ما يظهر في التغيرات في معظم فصول الرواية بين الحاضر والماضي الخاص في شخصية ناتان، أما أسلوب السرد في الرواية فهو معتمد على الخلط بين الأحداث الرئيسية والثانوية التي تؤدي في النهاية لبناء كافة مضمون الرواية.