غالباً تؤثر الصدفة على حياة الأفراد وتساهم بتغييرها، وهذا ما حصل مع كل من جوناثان ومادلين بطلي هذه الرواية، حيث أدت الصدفة إلى تبادلهما لهاتفيهما المحمولين مما أدى إلى اكتشاف كل منهما حياة الآخر بطريقة تحمل العديد من المفاجآت سواء لأبطال الرواية وحتى القراء.

تبدأ الرواية عندما يلتقي جوناثان مع مادلين بالصدفة في المطار، ونتيجة لحادث بسيط بينهما يتبادلان هواتفهما معاً، ويكتشفان ذلك لاحقاً، ويسعى كل منهما للتعرف على حياة الآخر من خلال معرفة ماضيه والتفاصيل التي عاشها من خلال المعلومات الموجودة في هواتفهما.

جوناثان هو طاهٍ فرنسي خسر مطعمه وكافة أملاكه وانتقل إلى مطعم صغير، أما مادلين بائعة زهور في فرنسا، وتساهم الأحداث اللاحقة بتوضيح طبيعة حياة كل منهما، حتى الوصول إلى نقطة التقاء بينهما، وهي (آليس) الفتاة الصغيرة التي شكلت رابطاً مشتركاً بينهما دون أن يدركان ذلك في بداية الرواية؛ حتى يشتركان معاً في البحث من أجل العثور على آليس.

تتنوع الأحداث الفردية لكل من بطلي الراوية في العديد من المدن، ومن ثم تنتقل إلى مجموعة من الأحداث المشتركة مع ظهور بعض الشخصيات الثانوية الأخرى التي تساهم بتحريك عناصر الرواية، وشكلت معاً كافة المواقف وخصوصاً المتسارعة منها، والتي حرص غيوم ميسو على سردها بطريقة رائعة جداً.