البيرو مرة ثانية، ويوسا للمرة الثالثة، فهذه هي ثالث رواية أقرأها ليوسا وثاني رواية عن البيرو حيث سبقتها رواية قصة مايتا التي كانت تتناول ثورة ال12 ساعة، إلا أن يوسا في هذه الرواية لا يقوم بتناول دولة البيرو على وجه الخصوص، فكل ما ذكره هنا يصلح للتعميم على مختلف الدول الأخرى.

يقدم لنا يوسا في بداية روايته جريمة قتل شنيعة لأحد الطيارين، لكنه لا يقدم بعدها رواية بوليسية فأنت من البداية ستكتشف من هو المتهم الأول، يسير يوسا خلال الرواية بكثير من الأحداث التي تجعل كل شيء في الرواية هو موضع للشك، لينتهي أخيراً بعدم معرفة المحققين للقاتل الحقيقي وإنما دائماً هناك "الأسماك الكبيرة" التي تلتهم كل شيء لكن لا شيء يمكنه التهامها أو حتى الاقتراب منها.

وقد كان جميع السكان يدركون بأن وراء تلك الجريمة سمكة كبيرة لكنهم لا يعرفون أي سمكة على وجه التحديد، فالأمر كما هو في كل مرة دائماً ما تقف الأسماك الكبيرة وراء أحداث كهذه، لكن الشعب هذه المرة تمنى لو تأخذ العدالة مجراها لمرة واحدة على الأقل، وهذا ما لم ولن يحدث