قصة مايتا > مراجعات رواية قصة مايتا > مراجعة Sarah Shahid

قصة مايتا - ماريو بارغاس يوسا, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

قصة مايتا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

Review خيال في خيال

لكنه يرسم واقع

هذا ما ستقوله عندما تصل لآخر جملة في الرواية حيث ستكتشف أن كاتبنا يوسا والذي هو ذاته الراوي نسج قصة مايتا هذا من وحي خياله.

لكن من مايتا هذا؟ هل هو شخصية واقعية؟ ولماذا عمد الكاتب إلى كتابة رواية ب400 صفحة تقريباً عن حياته؟

شخصية مايتا هي شخصية خيالية لكن عندما تتحدث عن خيال نسجه يوسا فأنت تتحدث عن واقع، عن معنى، عن مغزى، عن فكرة أراد أن يوصلها لنا.

وقد أراد أن يوصلها لنا هنا بخدعة تجعله صديقاً لمايتا من أيام الدراسة ويبحث الآن من خلال مقابلات مع كل من عرف مايتا ليكتب شيئاً مستوحى من حياته، ليس سيرة وإنما رواية وهذه الخدعة جعلت ثقتنا بالتاريخ تهتز حيث نراه يختلف باختلاف الأشخاص واختلاف مشاعرهم وأيدولوجياتهم.

نشأ هذا المايتا في ليما عاصمة البيرو فكان أبيريستاً ثم موسكوفي ثم شيوعي ملحد ثم تروتسكي بدأ نشاطه الفعلي في حزب عمال ثوري يمطمح لثورة تنقذ البيرو مما هي عليه الآن من ظلم وطغيان.

وبأسلوب الكاتب الباهر الذي ينقلنا ضمن ثلاثة أزمنة وفي أول فصلين تشعر بأن هذا الرجل هو ثوري مثالي يؤمن بمبادئه ونظرياته الثورية ويحلم بتنفيذها على أرض البيرو لتنعم طبقة البروليتاريا الرثة بشيء مما تنعم به الرأسمالية.

وأوضح لنا الكاتب من خلال وصفه لانشقاق فئة من حزب العمال الثوري ليصبح هناك حزب عمال ثوري تروتسكي وآخر ستاليني أن اليسار الاشتراكية أو الثورة دائماً ما تحمل في طياتها التناقض والاحتلاف في وجهات النظر، في المبادئ وبالتالي في الأهداف مما يؤدي إلى نشر المزيد من الجور والمزيد من الجرائم في البلاد بدلاً من انتشار الحرية والعدالة.

وبعد الفصل الثاني يكشف لنا الكاتب حقيقة تؤثر في وجهاة نظرنا تجاه الثوري مايتا وهو أنه مثلي الجنس مما دفعنا إلى الاشمئزاز، فهو يصرح بأن هذه الثورة ليست للعمال أو الفلاحين وإنما للمثليين هدفها تحسين وضعهم في البلاد ودفع العالم لتقبلهم.

ويصف لنا زواجه الذي استخدمه كستارة لأفعاله

وهنا تتجلى الصورة التي رسمها يوسا لنا عن اليسارية الاشتراكية واضحة جلية.

فشعورنا بالاشمئزاز ابتغاه يوسا بالفعل.

وعلى الرغم من طرد الحزب لمايتا إلا أنه ظل متحمساً للثورة الفعلية التي سيبدأ بها مع بايخوس الملازم في خاوخا عاصمة البيرو الأولى عام 1958

ولكن ثورتهم تلك لم تكن إلا مغامرة صبيانية لمدة 12 ساعة تنتهي بتوريط أطفال ومقتل بعض زملائه ودخوله السجن.

الكاتب لم يؤلف روايته ليكتب عن مايتا وأمثاله

أو لينتقد اليسار ويتحيز لليمين

كتبها لأجل البيرو...

فقد استهل روايته وأنهاها بوصف حي للبيرو التي تختنق بالنفايات

وحتى أثناء مقابلاته المزعومة صور لنا البيرو المرتعشة على أوتار الإرهاب حيث عصابات هناك وشرطة هنا وأحكام إعدام وخطف وسرقة وتهديد الدائم يعيشه سكان البيرو.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق