تبكي العين وتدمي القلب .. أو لربما لن يتساقط الدمع من عينيك ..
كحالي. وعلى الأغلب لن تدرك سبب ذلك . ستظن أن إحساسك قد تبلد تماماً .. ولكنك حين ستشعر بنزيف قلبك وتسارع خفقاته وعدم استيعاب عقلك لما تقرأ ، فعندها فقط اعلم انك لا زال ضميرك حياً ، رغم كل شيء..
تصرخ فيك كلماتها لتوقظ الإنسان الذي قد غط في سبات أبدي بداخلك ..
تنكأ جراحاً لم تلتئم بعد ..
وتعيد لعقلك ذكريات وأوجاع لم تعشها يوماً ، وإنما عاشها ويعيشها أشقاء لك.. إن لم يكونوا أشقاء نسب فهم أشقاء إنسانية .. هناك .. في تلك البقعة المنسية من هذا العالم البائس .
ذكرتني بمآس لم أنسها بعد .. مآس أراها وأسمعها ، لكنني لم أعشها يوماً ، ولم أعش تفاصيلها وأحزانها ولوعاتها كما عشتها أثناء قراءتي ..
محزنة حد الألم ، لا أشعر بعد إنهاءها إلا بشيء حارق يعتصر قلبي .. يعتصره حرفياً.
لا أملك معها ومع قلة حيلتي إلا أن أقول ( الله يفرج عنك يا شام ) ..