هذا الرجل أحبه

وأحب قراءة كتبه والاستماع إلي برنامجه التاريخي

ربما لأنني أحب التاريخ وحكاياته وربما لأن الرجل برع في عرض التاريخ الجامد في صور حية نابضة

وربما لأن الرجل هو ابن مدينة بسيون التي تنتمي لها عائلتي وما يزال بعض إخوتي يعيشون بها

كل هذه الأسباب جعلتني أقرأ الكتاب

الكتاب فصول كل منها حكاية مؤثرة من تاريخ مصر الحديث

نري في ثنايا الفصول قصص عن رجال الوفد قبل الثورة وهذا راجع ربما لتشبع الكاتب بأفكار الوفد وطبعا الوفد يستحق لأنه كان حارس الديمقراطية والليبرالية في عصر ماقبل 1952

وفصول الكتاب ترصد دسائس فؤاد ومن بعده ولده فاروق ضد الوفد المنادي بالديمقراطية والدستور والحياة النيابية

ودور الإنجليز المباشر والغير مباشر في التخلص من الزعامات الشعبية مثل سعد زغلول ومصطفي النحاس

وفي الفصول الأخيرة يرصد الكاتب ماحدث لزعماء الوفد بعد 1952 وخصوصا للنحاس باشا وفؤاد سراج الدين والوزير إبراهيم فرج والدعاية المغرضة ضد كل الأحزاب قبل 52

ثم تحدث الكاتب بشكل مقارن عن أحداث الأمن المركزي 1986 وأحداث حريق القاهرة وانتفاضة الخبز1977 وكيف تلفق الدولة الاتهامات لمعارضيها وتستغل الآلة الدعائية ضد خصومها

والفصل الأخير يحكي لنا فيه جمال بدوي عن مجزرة ليمان طرة 57 وهي أحد المجازر التي دبرها ونفذها عبد الناصر للإخوان وهو فصل جاء في غير ترتيبه الزمني في الكتاب لكن المؤلف أراد أن يثبته كشهادة للتاريخ وإن كان يختلف مع من وقع عليهم الظلم وتعرضوا للإبادة

رحم الله جمال بدوي رحمة واسعة