السفينة > مراجعات رواية السفينة > مراجعة ميسم عرار

السفينة - جبرا إبراهيم جبرا
أبلغوني عند توفره

السفينة

تأليف (تأليف) 4.1
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#السفينة

عامان مرّا وأنا أخطط لقراءة هذه الرواية، حتى نبهتني إليها إحدى الصديقات اللواتي أثق بذوقهن الأدبي، ولأنها المرة الأولى التي أقرأ فيها جبرا ابراهيم جبرا كان لابد أن أتريث قليلاً في قراءته، ولكن يمكنني أن اقول أنني استمتعت بقراءته جداً وراقني الكتاب.

تدور أحداث القصة كاملةً في سفينة كبيرة تشق عباب البحر، يرويها عدد من الشخصيات بدءاً بعصام السلمان ثم وديع عساف ثم في الجزء الأخير من الرواية تظهر إميليا فرانزي وأخيراً الطبيب المنتحر، ففي عرض البحر يلتقي مجموعة من الأشخاص الذين يشكّل كل منهم عالماً خاصاً ليصيروا معاً مزيجاً مختلفاً وغريباً.

إنها ليست مجرد سفينة، ولكنها حياة مصغرة، ومجموعة من القصص الشائكة المترابطة معاً بطريقة غريبة لن يفهمها القاريء إلا متأخراً فيقف مشدوهاً ساخراً ومتفاجئاً من قدرة الكاتب العجيبة على ربط سلسلة من الأشخاص - القصص - الحيوات معاً بهذه الطريقة المربكة.

لا أدري لماذا اختارها الكاتب سفينة، ربما لأن في السفينة إشارة إلى عالمٍ متزعزع غير ثابت يشبه الحياة، حيث لا شيء يحيط بالناس سوى الموج، ويقذفهم البحر مراتٍ عديدة يمنةً ويسرة عندما تشتد عواصفه وغضبه، على أية حال جاء الاختيار موفقاً جداً ومناسباً تماماً لاحتواء كل تلك القصص والعوالم والشخوص.

في البداية سيضيع القاريء من كثرة الأسماء ولكن بعد التقدم في القراءة ستصبح الامور أوضح وأكثر تشويقاً.

جاءت اللغة جميلة وسلسة، النصوص مكتنزة بالحوار، والوصف دقيق جداً ومبهر، لقد تخيلت كل مشهد قرأته، فقد شعرت بالنصوص تفيض حياةً وحركة، وتخيلت كثيراً وأنا اقرأ بأني اسمع صوت البحر وألمسه.

لقد نجح الكاتب في دمج القراء في سفينته بطريقة خلابة.

بالإضافة إلى أن استخدام اسلوب السرد على ألسنٍ متعددة هو نقطة تحسب للكاتب تظهر ذكاءه الأدبي، لأنها تظهر القصة من جوانب متعددة ووجهات نظر مختلفة، ربما يريد جبرا إيصال رسالة للقاريء مفادها أن العين البشرية قاصرة عن الإلمام بجميع جوانب القضية، وأن كل شخص سيراها حتماص من زاويته الخاصة، وفي النهاية ستختلف الصورة كثيراً عندما يراها القاريء من كل الزوايا فتكتمل!

أما عن مواضيع الرواية، فقد حاءت شاملة متنوعة، حيث تحدث الكاتب على لسان شخصياته عن السياسة والأديان والحب والجنس والحياة والوطن والثورات والتاريخ والطائفية والعنصرية والعشائرية والحروب والدماء، وأظهر الكاتب فلسفته في جوانب كثيرة، وأتى على ذكر شخصيات جميلة لا يعرفها الكثيرون في الأدب والفلسفة.

أما عن الأشياء التي أثارات إعجابي، فلا بد أن أذكر الجزء التي تحدث فيه وديع عن صديقه الذي شاركه في مقاومة الاحتلال في القدس، وأيضاً الجزء الذي يحتوي رسالة الطبيب، تلك التي تظهر الجانب الإنساني الحسّاس للطبيب كإنسان.

ولأنه لابد من وجود ثغرات، فسأعترف، لم يعجبني إسراف الكاتب في استخدام الإيحاءات الجنسية والوصف الدقيق المستخدم، والتعبير عن الجنس كأول شكل من اشكال الحب، لم ترقني الفكرة وأزعجني تكرارها على مدار القصة حتى النهاية.

على أية حال، الرواية جميلة جداً وممتلئة، أعتقد أنها ستكون مشروعاً سينمائياً ناجحاً لو تحولت إلى فيلم، وأنصح الجميع بقراءتها.

#ميسم

27- يناير - 2016

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق