كتاب ممتع جدا، خطه الدكتور زيدان بأسلوب جميل وشيق لا يمل من قراءته. تحدث فيه عن مجموعة من شعراء الصوفية مع نبذة وافرة عن كل منهم، أشخاص سكروا فاكتست أشعارهم بخمرة العشق الإلهي، محبة بالخالق. سُكروا فتغنوا، واستبد بهم الوجد فأنشدوا ..

أحزنتني ميتة السهروردي، وأعجبتني سيرة رشيدالدين بن خليفة، أستمتعت بسيرة الششتري، أعدت قراءتها على أنغام الأغنية التي رددتها بطفولتي ولم أكن أدرك معناها أو قائلها :)

أعجبتني القصيدة النبوية لابن زُقَّاعة ( أنصحكم بقراءتها كاملة ). قصائد الشرقاوي في وصف الواقع المصري التي تدلل على اهتمامه بقضايا بلده، والقصيدة الأبجدية من أجمل قصائده.

هزتني وفاة القادري، سجد فمات على سجدته وسجادته. أحببت سيرة اليافعي وقصيدته الدر المنضد. وخير ما يوصف به شعراء الصوفية ما جاء في أبيات اليافعي:

سُكَارَى وَلَم يُسقوا مُداماً وَإنَّما .. سُقُوا حُبَّ حُسنٍ جَلَّ عَنْ وَصفِ واصِفِ

الجزء الأخير من الكتاب لا يقل أهمية عن الشخصيات التي تناولها، شرح فيه الكاتب عن نشأة الشعر الصوفي وتكونه، وارتباطه بالشعر العربي، وتطوره عبر الزمن، وامتداده ليشمل روائع من اللغة الفارسية كما في سيرة نجم الدين كُبرى وأشعاره.

ليت الكاتب أسهب في الحديث أكثر وأكثر، وزاد من عدد الشخصيات، أمنح الكتاب 4 نجمات ونص.

بعض القصائد احتوت على مفردات يصعب فهمها ويلزم شرحها، ما جعلني احتفظ بنصف النجمة.