يتحدث " كنوت هامسون " عن الجوع بطريقة لذيذة تشبع القارئ النهم بكل تأكيد. ذرعنا المدينة مع البطل منذ تحدث عن صعوبة تملصه منها إلى رحيله غير المتوقع ربما في النهاية، الرواية في كثير من مقاطعها تشعرك بالإحباط، شأنك شأن البطل، فتود وأنت ترثي له، أنت تسرق رغيفاً من بائعة الفطائر قبل أن يحتال كرمه معها، أو تحدث أصحاب المحلات التي خط بجانبها طريق جوعه المتفرد أن يفسحوا له مجالاً للعمل، أو تستعطف أحدهم أن يمد له بلقيمة وهو يلوك قطعة الخشب تلك. من الواضح أن هامسون يتحدث عن أقوى مُغيِّر أو مؤثر ــ ربما ــ على الفضيلة أو الشرف الذي يتحلى به الإنسان ليحترم نفسه، وكيف أن بطله قاوم ذلك المنزلق من أجل ألا يشعر بالخيبة من نفسه التي كان معجباً بها رغم كل ما يمر به. حالة الحب الوحيدة في الرواية تنقطع لأسباب غريبة؛ لكنها تحدث دائماً في الواقع. مثير هامسون، وبديعٌ هذا العمل. يستحق القراءة بلا شك.