نفر من الجن > مراجعات رواية نفر من الجن > مراجعة Eddie B

نفر من الجن - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

نفر من الجن

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

أيمن العتوم اسم انتشر بسرعة غير عادية. خمس روايات من 2012 إلى 2014! وقفت أمام رواياته في معرض الكتاب أتأملها وأحاول حصر اختياري في واحدة. فأنا لا أشتري كل يوم رواية بثمانين جنيها! قررت - رغم شهرة روايتيه "يسمعون حسيسها" و"يا صاحبي السجن" أن أشتري روايته الأخيرة. ربما العنوان والغلاف هما السبب؟ ربما إحساسي بجو "الفانتازيا" الذي أحبه وأغرق فيه بسهولة تامة، خاصة أنني قرأت أن هذه الرواية عن الملاحم الكبرى في آخر الزمان؟ ربما لأن هذا هو العمل الخامس فتوقعت أن يكون الأنضج؟ ربما هذه الأسباب جميعها.

المهم، بدأت القراءة وأعجبتني سلامة اللغة ولا عجب. فأيمن العتوم درس اللغة العربية دراسة حب واختيار. ولا شعوريا قارنت - ببعض الحسد - بين الروايات الأفضل مبيعا في مصر (واللغة الشائهة الغالبة على معظمها) وبين مثيلاتها في الانتشار في العالم العربي خارج مصر. المقارنة لافتة للنظر وللدراسة. لكن ماذا عن أسلوب السرد؟

لا أنكر أنني تعثرت طويلا قبل أن تمضي الصفحات بسهولة ونعومة. الطريق في أوله مليء بالمطبات الطبيعية التي سببها نقص في التمكن من مهارة الحكي، وبالمطبات الصناعية التي سببها إصرار المؤلف على تقديم وتأخير أزمنة الفصول بأسلوب يشبه السرد "غير الخطي" الذي اتبعه باحتراف شديد مخرج أفلام مثل "كوينتن تارانتينو"، لكن هنا؟ كان مجرد إزعاج وتشويش، بالنسبة لي على الأقل.

بمجرد تجاوز الفصول الأولى بدأ أقوى أجزاء الرواية في التشكل بسلاسة ونصوع. أجمل ما في الرواية كان أوسطها الذي ذكرني بأعمال أحبها. منها مثلا جو نجيب محفوظ في أولاد حارتنا والحرافيش (مع تفوق محفوظ بما لا يقارن في التمكن من السرد)، ومنها ملحمة "سيد الخواتم" خصوصا مع طبيعة البطل "المزدوجة" وطبيعة أساتذته النورانية، ومنها "التبر" لإبراهيم الكوني التي تدور في بيئة مشابهة، وتحكي عن صداقة رجل وجمل.

لكن الإثارة بدأت في الخفوت مع تجاوز وسط الرواية، وترهل السرد في آخرها إلى حد أزعجني كثيرا. إطالة بلا داع، وتفاصيل يغلب عليها السذاجة (مثل تفاصيل المعارك التي كان يمكن الاستغناء عنها بمشهد سينمائي واحد قصير للمخرج مايكل باي.. بوووم!) وبعض التفاصيل العلمية مثل أن القطب الشمالي ستذوب ثلوجه وينكشف من تحته الأرض الصخريةّ! ومثل القنبلة الجرثومية التي تستطيع إذابة جبل من الذهب فور إلقائها عليه! هذه كلها تفاصيل بائسة كان الأولى تجاهلها تماما. تخيل لو كنت تقرأ الحرافيش لنجيب محفوظ واندمجت معها لتكتشف فجأة أن الفصول الأخيرة سيكتبها نبيل فاورق! تجربة شبيهة مررت بها في الثلث الأخير من هذه الرواية.

لكن في المحصلة أعجبتني لغة العتوم وعناوينه التي يصر على اقتباسها من القرآن.. يا صاحبي السجن.. يسمعون حسيسها.. ذائقة الموت.. حديث الجنود.. ونفر من الجن.. وليست العناوين وحدها، فالأسلوب كله شديد التأثر بلغة القرآن، والمعاني كذلك فيها الكثير من الروحانية والتصوف الحق الذي يجدر بالباحثين عنه قراءة روايات مثل هذه، لا روايات الروحانية الزائفة و"الدروشة" الكاذبة التي بدأت في الانتشار.

ختاما، أستبشر بلغة العتوم، وأتمنى أن يتطور أسلوبه في السرد مع الوقت، وأن يتمكن أكثر من لب قارئه في روايته القادمة.

أحمد الديب

مارس 2015

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
اضف تعليق