الفشل في النوم مع السيدة نون > مراجعات رواية الفشل في النوم مع السيدة نون > مراجعة Mamdouh Rizk

الفشل في النوم مع السيدة نون - ممدوح رزق
أبلغوني عند توفره

الفشل في النوم مع السيدة نون

تأليف (تأليف) 2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

"الفشل في النوم مع السيدة نون" لممدوح رزق.. الكتابة في غرفة المرايا / محمد عبد النبي

لا أظنه من السهل عليّ الآن، أو سيكون سهلاً على آخرين غيري، الكتابة عن رواية ممدوح رزق، الفشل في النوم مع السيدة نون، والصادرة مؤخراً عن الحضارة للنشر، ليس فقط لأن أرض السرد هنا وعرة أحياناً وزلقة للغاية أحياناً أخرى، وليس فقط لأنها كتابة تكشف نفسها بنفسها، ليس لديها أسرار أو شفرات أو دلالات تتنظر في خفر كالعذارى أن يتم فضها وتأويلها وإعادة تأويلها، وربما أيضاً لمقدار السخرية والتهكم الذي خصّ به الروائي كل محاولة مفترضة في المستقبل للكتابة عن الرواية مستبقاً الأحداث والنوايا والاجتهادات بشجاعةٍ ورعونة تميزت بهما الرواية من البداية للنهاية.

إننا أمام ضفيرة سردية من خيطين متواترين، يشغلان حيز السرد بالتناوب فيما بينهما، أولهما فصول مرقّمة من 1 وحتى 15، وفيه نستمع إلى اعترافات حميمة وفضفضة مطلقة العنان من مريض نفسي، أو هكذا يبدو للوهلة الأولى على الأقل، موجهة إلى طبيبه النفسي، في حالة من التداعي شبه الحر، والمقيّد أيضاً بموضوع أساسي واحد وهو التطوّر الجنسي لهذا الشخص منذ أن كان طفلاً يلعب مع ابنتي خاله في البلكونة وحتى لحظة ممارسته الاستمناء للمرة الأولى، بالتوازي مع هوسه بسيدة شاعرة، هي السيدة نون بالطبع، ورغبته في النوم معها وعدم توفيقه في ذلك على طول الخط، لأسباب معقدة تجمع بين عناصر نفسية واجتماعية وثقافية مختلفة. الخيط الثاني في هذه الجديلة السردية والذي يبدأ مباشرةً من بعد الفصل الأول هو هوامش الطبيب النفسي، الذي ربما يكون أي شيء آخر – حسب عناوين تلك الهوامش – سوى أن يكون مجرد طبيب، فقد يكون طفلا يلعب أو صائغاً من البصرة أو صاحب مقهى باريسي في الثلاثينيات إلى آخر جملة الاحتمالات العجائبية التي لا يبخل بها العمل. وفي تلك الهوامش لا نرقب فقط – كما هو متوقّع – تعليقات وآراء الخاصة حول حالته تلك وحول ما يفضي به هذا المهووس المصاب بالتوتر والهلع والقلق، بقدر ما نجد أنفسنا أيضاً أمام خليط من التأملات الفكرية والثقافية، حول العديد من الأشياء والمنتجات الفنية، وخصوصاً لوحات التصوير الزيتي التي تنتمي للعصور الوسطى، ولهذا سبب خاص ستكشف عنه الرواية مع صفحاتها الأخيرة.

فإذا كان السرد ينشط في الفصول المرقمة نابشاً في وعي ولا وعي بطلنا، متتبعاً محطات وعيه الجنسي الذي تباطأ طويلاً وتخبّط كثيراً، ومتتبعاً كذلك حكايته العبثية تماماً مع السيدة نون، رمز النجاح والتحقق الأدبي بالنسبة له، ولعلّ للنوم معها علاقة بهذا التحقق، تلك الحكاية التي يدور أغلبها في ذهن صاحبنا ولا يقع منها فعلياً إلا مشاهد معدودة لا تؤهل لكل تلك الحمولة النفسية التي ألقى بها عليها صاحبنا المشوّش الذهن. ثم تأتي الهوامش من جانبها لتهيم في تأملات عابثة، تبدو أحياناً على درجة هائلة من العمق والرصانة والمعقولية، وأحياناً أخرى تميل للتهكم والخفة واللعب والسخرية من كل شيء.

ممدوح رزق الكاتب والروائي حاضر في العمل، باسمه وببعض عناوين أعماله السابقة ومقتطفات من كتاباته، بما يوحي أحياناً أنه هو نفسه صاحبنا من تتحدث عنه الرواية، وأحياناً كأنه الأذن الكبيرة – أذن طبيب نفسي أو روائي من مواليد 1977 ربما – التي تنصت للفيض الخاص بصاحبنا، وسرعان ما يظهر في الفصل الأخير بوصفه صديق البطل القاص الذي يلخّص له حكايته مع السيدة نون وصاحبها المتوفى بالسرطان في باريس، كاتباً إياها في حكاية مستمدة من مصدرين معاً، هما إحدى حكايات الديكاميرون وقصة المدرسة الداخلية لأناييس نن.

بالطبع ثمّة إيحاء بكتابة ذاتية، على طريقة زمن التسعينيات الجميل، الكاتب يلهو بنفسه، يهرش قروحه ودمامله حتى يفقعها متلذذاً. ولكن هناك أيضاً سخرية عارمة وتفكيك منظّم الأداء لهذا الاتجاه في الكتابة، لا يقتصر فقط على تمويه الحكاية في غرفة المرايا التي أشرنا إليها سابقاً ( من يكتب مَن؟ ) ولكن أيضاً من خلال التكسير النظري لأوهام الذات والتاريخ والذكريات، ولعلّ الفكرة الأوضح في هذا الإطار هي تناول الرواي لفكرة الجمال، ما النموذج الخاص بكلٍ منا للجمال؟ وكيف يتشكل ومتى؟ ومن أي عناصر أولية؟ "الجمال هواجس متغيّرة يا دكتور؛ قد تضطرك أحياناً لتصديقها كيقينيات ثابتة حتى تحصل على أدوات مناسبة لهدم أوهامها، ومبالغاتها..." ثم في نهاية الفقرة ذاتها: "لا وجود لشيء اسمه الجمال يا دكتور."

بدرجةٍ ما قد نشعر أننا أمام محاكاة ساخرة لفكرة الكتابة الذاتية أو النفسية التي تعتمد أدوات التحليل النفسي والاستبطان والتداعي الحر آليات عمل أساسية لها، حتى ولو أبدلت هذه المحاكاة قناعها الضاحك فجأة في غفلةٍ منا لتضع قناعها الباكي بسرعة، منزلقة دون تمهيد إلى حالة عاطفية من الرثاء للذات والتأسّي، بل النوستالجيا أحياناً، رغم العمل المخلص على تفكيك ذلك كله ونزع أغطيته وأوهامه. كل ذلك لا ينفي نبرة العدمية الواضحة التي تلف الكتابة ككل، وعدم الاستعداد للتسليم إلى شيء أو مقولة واحدة منتهية يمكن الانطلاق منها أو البناء عليها. كل شيء خفيف وهش مثل سحابات صيف عابرة أو غزل البنات، كل شيء مادة صالحة للتهكم والضحك ولو كان هذا ما اعتدنا على تسميته بمشكلاتنا النفسية. "صرتُ كفيفاً منذ اللحظة التي أيقنتُ فيها بأنه لا يوجد فهم، ولا حل ناجح... تحت السماء ليس هناك فرق بين عماء وعماء آخر، وليس هناك من يصل أبداً في الوقت المناسب."

من كلامنا هنا ربما يبدو العمل أقرب إلى بوفيه مفتوح فيه كل ما لذّ وطاب من عناصر سردية وفكرية، ولعلّ هذا مكمن آخر من مكامن صعوبة التحدّث أو الكتابة عن رواية مشحونة بأبعاد ثقافية وإحالات أدبية وفنية، رواية تتأمل ذاتها وعناصرها بينما تتقدّم في سرد حكايتها، هذا السرد الذي لم تقل متعته وطرافته حتى الصفحات الأخيرة. وبينما تمضي في تأمل ذاتها تقر الرواية بفشل مسبق لأي محاولة من جانبنا في التعرّف على أي عمل أدبي أو فني، وربما أيضاً في التعرّف على الإنسان، أي إنسان، من خلال اللغة والحكي والبوح، رغم أنف أوهام التحليل النفسي بمدارسه. فكأن كل معرفة تظل ابنة الماضي، وبالتالي هي معرفة ميتة، تاريخ مجمّد بين غلافين، يدحضها نهر الزمن الذي يتغيّر ويتحوّل كل لحظة بلا ثبات.

في حرصها على حالة البوح والفضفضة استعانت الرواية بلغة سهلة تجمع في شجاعة بين صيغ الفصحى والعامية وتخلطهما في كل جملة وعبارة دون اعتبار كبير لقواعد، ولا أدري إن كان عدم الاعتناء بحالة اللغة عموماً في الرواية – من حيث الإملاء والقواعد وخلافه – أمراً مقصوداً لذاته أم مجرد أخطاء من التي تملأ أغلب الكتب في الوقت الراهن. ومع ذلك نستطيع أن نلمس حرصاً جميلاً على نحت بلاغة خاصة بالرواية، فالممارسات الجنسية على سبيل المثال لا تظهر كموضوع خارجي يتم تناوله من خلال تجربة صاحبنا ذلك، بقدر ما يتم الاستعانة بها كرافد من روافد اللغة والبلاغة الخاصة بالنص "تلميذان في إعدادي يمسكان صورة سكس داخل مخزن قطارات، ويسيران داخله، ونظرتهما لا تنزاح عنها .. يبدو لي في هذه اللحظة أن مخزن القطارات قد تحوّل – خاصة عند النظر إليه من فوق – إلى قضيب هائل، وأنني، وزميلي قطرتي سائل منوي متواريتين، تذهبان وتعودان بداخله بفرح وخوف وارتباك...."

هل الكتابة مجرد فعل استمناء؟ هل الفشل في النوم مع السيدة نون هو مجرد وجه من وجوه الفشل في التحقق من خلال فعل الكتابة وممارسة الفن على العموم؟ هل مازال ذلك الحائط قائماً ما بين العيش على الورق والحياة الفكرية من جانب والتورّط في معمعمة الواقع من جانب آخر؟ تلك مجرد عينة على أسئلة أخرى عديدة تستطيع قراءة هذه الرواية أن تستثيرها وتلعب معها وتراوغها، دون أن تفقد حكايتها لذتها وخفة روحها.

موقع الكتابة الثقافي

الأحد 31 أغسطس 2014

…….

جريدة مسرحنا

العدد 371

الاثنين 1/9/2014

“الانتقام من الطمأنينة

****

تيــسـير النجــار

في حوار معه عن رواية (الفشل في النوم مع السيدة نون)، ورداً على سؤال عن ما وراء إصراره على أن تكون تفاصيل (السيدة نون)، و(الروائي الشاب الذي مات بالسرطان) واضحة إلى هذه الدرجة؛ أجاب (ممدوح رزق) بأنه في الواقع فقد تدريجياً كل شيء، ولم تعد لديه حياة كي يعيشها، ولهذا قرر تحويل الكتابة إلى حياة انتقامية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ربما لهذا وجدت نفسي أمام تحدٍ ذاتي كبير حينما قررت الكتابة عن (الفشل فى النوم مع السيدة نون) الصادرة عن الحضارة للنشر. دائماً ما توقفت أمام نصوص (ممدوح رزق) وأعدت قراءتها مراراً لدرجة الضياع في كل شيء: الصراخ، والاحتجاج، والتمرد، وغياب الحدود، والسخرية من التابوهات. ثم كانت هذه الرواية التي يضعنا بلا حذر أمام عنوانها الصادم. الفشل في النوم مع شاعرة معروفة هو تتويج لإخفاقات الماضي التي كانت مخيلته هي مسرحها الحقيقي، وفي داخلها تكونت ما يشبه ملامح لما يسمى (أزمته النفسية) التي حاولت الرواية أن تثبتها، وتتهكم عليها في نفس الوقت.

لا يقتصر (الفشل) على الجانب الجنسي بل يشمل تقدير الذات داخل ما يُطلق عليه (الوسط الثقافي) حيث تبدو الرواية أقرب إلى السيرة الذاتية أو الاعترافات التطهرية، بنيتها الأساسية ترتكز على عالم التحليل النفسي من خلال حوار ممتد بين (مريض) و(طبيب) قد يكون أي شخص آخر يعمل في مهنة أخرى كما أوضحت لنا عناوين الفصول.

(منذ عشرة أعوام تقريباً .. مرتان، أو ثلاثة كل سنة؛ أسمع، وأقرأ هذه الكلمات بصيغ مختلفة: "أنت مختلف .. لا أحد يكتب مثلك .. نصوصك تجعل من كتابات الآخرين متشابهة، بينما تقف وحدك في منطقة لا يصل إليها غيرك، الفرق بينك، وبينهم أنهم قريبون دوماً من أماكن التصوير، بل مقيمين فيها، بينما أنت بعيد" .. أسمعها من قرّاء بالصدفة على مقهى، أو في ندوة، أو داخل مكتبة، وأقرأها عبر رسائل البريد الإلكتروني، وبريد "الفيس بوك"، وتعليقات المواقع، والمنتديات التي أنشر بها .. أحياناً تأتيني بنبرة إدانة تصل حد الذهول، والغيظ لكوني "بعيد" .. كل ما أشعر أحياناً أنه ينقصني، وأنني في أشد الاحتياج إليه يختفي، ويضيع تماماً في هاتين المرتين، أو الثلاثة من كل سنة .. كل شيء عدا تلك الكلمات يصير خائباً، ورخيصاً، وتافهاً .. أشكركم كثيراً .. أنا أعرف جيداً أن معكم كل الحق).

(الفشل في النوم مع السيدة نون) رواية إيروتيكية يعتمد سردها على التشبيك المتقن للعوالم المختلفة باستخدام طريقة التداعي الحر الذي يؤرخ للتطور الجنسي للمريض بداية من طفولته المشبعة بالصراعات والهموم الأوديبية ثم مرحلة الاستمناء وصولاً إلى فشله في جذب (السيدة نون) إليه. يشرح المريض كيفية عدم ظهوره بالشكل اللائق أمام الشاعرة التي طلبت لقائه الأمر الذي قتل احتمال أن يقيم علاقة جنسية معها. يتحدث في وصف لقاءهما عن نظراتها التي كانت تشفق عليه، وتستنكر طبيعته، وشخصيته المهزوزة، وخجله المبالغ، وبلاهته الواضحة: "أنا أستحق هذا فعلاً يا دكتور، ولا أستحق غير ذلك. زوجتي أيضاً تستحقه لأنها تزوجتني". الزوجة ـ كان مرورها عابراً وباهتاً ـ لم تضع حداً لأزمته رغم قبولها الزواج به مما يجعلنا نتساءل عن مدى سلطتها في حياة الراوي مقارنة بسلطة الأم مثلاً، وكذلك بسلطة (السيدة نون).

لا تقتصر هوامش الطبيب على تفسير (الحالة المرضية) بل نجد معظمها تأملات فكرية وثقافية متنوعة وتناول للوحات (ادموند بلير ليتون) مع توظيف (للديكاميرون) (لجيوفاني بوكاشيو)، و(دلتا فينوس) (لأناييس نن).

يظهر (ممدوح رزق) في الرواية بصفته ككاتب حيث أشار إليه (المريض) باعتباره صديقاً له، وهذا ما سمح بوجود تساؤلات وشكوك عديدة حول التطابق بين شخصية الكاتب وبين المريض والطبيب حيث ساهمت اليوميات والمقتطفات المتضمنة من كتابات سابقة لـ (ممدوح رزق) داخل الرواية من الإحساس بالالتباس وبأن هناك خدع مترابطة، ينطوي عليها كل ما يحدث.

(هذه الرواية محاولة تعويض عن جميع الستاتسات الساخرة، الذكية، الصادمة، المثيرة للإعجاب، التي لم أكتبها خاصة كتعقيب على الأحداث السياسية، والتي التزمت خلال حدوثها بالصمت لأنها حقاً لم تكن تعنيني مهما كانت أهميتها، وخطورتها عند أغلب الناس .. اللحظات التي لم أكن أريد التحدث عنها، وخشيت لو فعلت أن يبدو كلامي ثقيل الدم، سخيفاً، ميئوس من قدرته على مجاراة ما يقوله الآخرون .. كنت ألتزم الصمت ـ ويشهد سقف حجرتي على هذا ـ مراقباً بحسرة كيف يكتسب اللزجون شعبية محمومة، ومتزايدة نتيجة التحليل، والتعليق، والألش على الأحداث .. تخيلوا ـ عليكم اللعنة ـ أن يكون هذا من ضمن أهداف الرواية!!!).

إن ما يظهر لنا طوال الوقت هو أن الرواية سيرة ذاتية تحاول التخلص من كوابيس متراكمة لعل أبرزها موضوع المركزية القاهرية، الذي ربما تتم مقاومته بواسطة دمج الخيالات بالواقع في سياق هازيء:

(في 24 / 8 / 2013 نشر موقع الحوار المتمدن هذا الخبر:

العثور على نص مسرحي داخل اعتصام رابعة يتخيل حكم المسيحيين لمصر

"كشف المقدم " فريد عبد العزيز " من وحدة مكافحة الشغب، وأحد المشاركين في فض اعتصام رابعة العدوية أن قوات الشرطة عثرت أثناء تمشيط منطقة الاعتصام على كيس بلاستيكي أسود، بداخله مجموعة من الأوراق تبين أنها عبارة عن نص مسرحي يتناول حكم المسيحيين لمصر .. قال المقدم أن المسرحية تتحدث عن مجموعة من القساوسة تأتيهم معونة من أمريكا، واسرائيل يبنون بها حماماً عمومياً مخصصاً للرجال، والنساء من الأقباط فقط، ثم يعيّنون شيخا أزهريا للإشراف على الحمام، وحفظ الأمن به .. كما جاء في النص فإن القساوسة أصدروا أوامرهم للشيخ بأن عمله لا يقتصر على منع دخول المسيحيين من باب المسيحييات، أو العكس، وإنما الحرص أيضاً على عدم اختلاط أصوات قضاء الحاجة الصادرة من الرجال والنساء، وذلك بإصدار أصوات تشويش كالكح، والتصفيق، والزغرطة، ودب الأرض بالقدمين، وهو ما حرص الشيخ الأزهري على تنفيذه .. هذا، ولم يُعرف حتى الآن إذا ما كان هذا النص قد تم تنفيذه فعلا أثناء فترة الاعتصام، أم أنه ظل على الورق فقط".

أنا الذي اخترعت هذا الخبر، وأنا الذي نشرته، وأنا الذي استمتعت بتعليقات، وردود أفعال كل الذين صدّقوه).

يمزج السرد بين العقلانية والتهكم، مع استخدام لغة عفوية تناسب حالة (الفضفضة) ولكنها ذات وعي منتهك، يحرم الأجساد من قدسيتها خاصة تلك التي كانت أدوات تعذيب في الطفولة ثم تحولت في الرواية إلى أدوات للعب الفصامي:" قد تكون أنت غير موجود يادكتور .. ربما تشعر أيضاً أنك تتوهم حضورى .. ليس هناك ترابط يمكن أن يصل بأى منا إلى التأكد من أن الآخر أمامه فى هذة اللحظة".

(الفشل في النوم مع السيدة نون) رواية لا تنتقم من الهزائم بل على العكس أراها تحاول الانتقام من الطمأنينة التي تجعلنا نتأرجح مع بطلها بين اليأس والحكمة واللامبالاة. الانتقام من راحة النفس المتوهمة في الأقنعة والحقائق والاحتمالات، وفي تصديق الرغبات سواء تحققت أو لم تتحقق: "أن الامنيات لا تتحقق إلا لحظة خسارتها، خصوصا لو كانت ضد فرديتك، وأن تحويلها إلى لغة هى فخر التصديق وخيبة الأمل، واستخدام الحياة بوصفها سكرتيرة حسناء للخيال، وتجيد اللعب له".

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق