ليس الخبر كالمعاينة ..
..
كثيرًا ما سمعت، وقرأت هنا وغير هنا تعليقات لقراء "نجيب محفوظ" ومحبيه، حول هذه الرواية، واعتبارها درة ما كتب، وأهم كتاباته، وما إلى ذلك مكن تعليقات ترتفع بها إلى ذرا المجد وقمم الكتابة الأدبية غير المسبوقة!
ولكن الحقيقة أن الرواية جيدة .. فحسب ..
والذي قرأ لنجيب محفوظ، وتعرَّف على طريقته وسرده ولغته، ربما لن يقرأ في (الحرافيش) جديدًا أو فريدًا، بل على العكس تمامًا رأيت في الحكايات العشرة لسيرة "آل ناجي" المفترضة الكثير من التخلل والعادية، وأخذ يتردد على مسمعي الأغنية التي افتتحوا بها مسلسل (حديث الصباح والمساء ـ المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ أيضًا) ( لحظة ميلاد الفرح كان فيه حبيب رايح) ..
ربما تلفت بعض الحكايات النظر وتثير الإعجاب، وربما تصلح بعضها للتحول لأفلام سينمائية ذائعة الصيت كما حدث مع (شهد الملكة) وغيرها، إلا إني وجدت هنا رواية عادية .. وإن كانت تمتاز بمثل ما تمتاز به بقية روايات نجيب محفوظ من لغة متقنة وقدرة عالية على "الحكي" .. ولكني افتقدت أكثر ما افتقدت هنا التعامل مع الشخصيات، كانت الأحداث المتلاحقة هي العمدة والأساس ، وربما هذا مالم يعجبني .. فلم أتفاعل مع الشخصيات المتعددة ولم يبد مهتمًا برصد تفاصيل شخصياته أصلاً، بل كان الأمر عبارة عن حكايات وأحداث متلاحقة باستمرار !!
....
تجدر الإشارة إلى أن هذا التعليق قطرة في بحر تمجيد هذه الرواية، أرجو ألا تهتموا به كثيرًا، فهو رؤيتي الخاصة المتواضعة!