كتاب رحلة عقل هو فعلاً من نوع الكتب التي ينطبق عليها نعت "الممتع المحير" ،فعلى تعقيد وعَظمة مواضيعه إلا أن الأسلوب المبسط الذي إعتمده ُ د.عمرو شريف في بَسط مفاهيم وأفكار الكتاب الكبيرة سواء تعلقت بالرياضيات ، الفيزياء البيولوجيا ، أو الكيمياء ...جَعلت من هذه الرحلة مُتعةً للعقل ووجبة دسمة لهُ .

الكتاب ينقسم إلى جزئين ، في جزئهِ الأول الذي يحمل عنوان "رحلة عقل " يَعرض الكاتب سيرة العالم البريطاني السير أنتوني فلو الذي كان يُعد في وقت من الأوقات أشرس ملاحدة القرن العشرين ،قَبل أن يُقر في أرذل العمر بوجود خالق وراء خلق هذا الكون ،مع العلم أنهُ رفض الديانات السماوية .

في الجزء الثاني الذي يحمل عنوان "ونستكمل الرحلة " يواصل الكاتب الخوض في المفاهيم العلمية والفكرية ودائما بأسلوب علمي رصين قائم على البرهان والدليل وَ أبعد ما يكون عن الوعض والإستعطاف اللَّهم في بعض الأجزاء منه.

وبالحديث عن موضوع الكتاب الأساسي الذي هو التصدي للفكر الإلحادي وتفنيد حججهِ فالكاتب لم يقصر في هذا الباب بطرحه لوابل من البراهين العلمية لعل من أقواها "برهان القرد " للعالم "جرالد شرويدر" الذي ضرب في مقتل بنظريتهِ تلك إمكانية نشوء الحياة عن طريق الصدفة العمياء .

في الختام لو لم يتضمن هذا كتاب غَير هذه المقولة

"تتأمل الوجود من حولك، انظر إليه كأنك تراه لأول مرة، إن الاعتياد على الأشياء التي حولنا يمثل حجاباً بيننا وبين حقيقتها، يسمونه: حجاب الاعتياد "

لكان كافياً لكي أعتبر هذا الكتاب مُهم ،وهو يستحق القراءة بلا أدنى شك خصوصاً لم يَنظر الإنتقال من إيمان الميلاد إلى إيمان اليقين .