مشكلة الثقافة > مراجعات كتاب مشكلة الثقافة > مراجعة Souheyla Sadoun

مشكلة الثقافة - مالك بن نبي
أبلغوني عند توفره

مشكلة الثقافة

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أنا و الثقافة

الجزء الثالث

أول ما شدني في الكتاب هو الإهداء إلى الشباب المتطلع إلى العودة بالمجتمع الإسلامي إلى حلبة التاريخ. قلما نجد كتاب و مؤلفين يقومون بتقديم الكتاب للشباب لكي ينهضوا بمجتمعهم و أمتهم و هذا دليل على أن المفكر مالك بن نبيّ رحمه الله كان يعوّل كثيرا على الشباب لإعادة المجتمع لقيمه و مبادئه المستنبطة القائمة من الشريعة الإسلامية السمحة.

لكنني تأمّلت قليلا فوجدت أن الشباب المقصودين هم القادة و الحكام و المسئولين اليوم علما بأن الكتاب كتب في الخمسينيات من القرن الماضي. غير أن هؤلاء اليوم بين مخلوع و مطرود و مقتول و مقال و حاكم رغما عن أنوف الشعوب.. و الذين لم يصلوا إلى مراتب عالية فهم دكاترة و مفكرين و أساتذة. غير أن أقلامهم و تفكيرهم خفت بريقها و سكنت ضوضاؤهم حتى عدنا لا نسمع لهم مقالا إلا ما رحم ربي. لكن و على رأي مالك فالأمل كل الأمل في الشباب.

تحدث مفكرنا رحمة الله عليه على الأفكار فاعتبر أن لها أهمية كبيرة في مجتمع ما فهي تتجلى في صورتين: إما أن تؤثر سلبيا أو إيجابيا. ففهمت أن الأفكار عوامل تساعد الحياة الاجتماعية على النهوض و الرقي أو عوامل تهدم و تحطم المجتمع و تحيله إلى فوضى عارمة من الفسق و المجون و الضياع، فالإنسان ما هو إلا مجموعة من الأفكار النفسية التي إذا ما ركز عليها تحولت إلى سلوك و هذا السلوك لابدّ و أن تكون له نتيجة على أرض الواقع. فإما ينفع و إمّا يضرّ. و هذا سبحان الله ما علمنا إياه الرسول الحبيب صلى الله عليه و سلم حين قال:" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها في الجنة، و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" رواه الترميذي في سنده و أخرجه البخاري و مسلم. لا يلقي لها بالا أي لا يهتمّ بتأثيرها و لا يأبه بنتيجتها.

فلننظر إلى واقعنا لحظة و نسأل أنفسنا: هل كل واحد فينا يفكر في أشياء تساهم في الصلاح؟ و إذا فكرنا – و أعلم أننا جميعا نفكر- هل بلورنا الفكرة و جعلناها سلوكا نجسده على أرض الواقع؟ و إن قمنا بذلك فعلا فكيف كانت النتيجة؟ إن كانت سلبية فلابدّ من التفكير مجددا و إن كانت إيجابية زدنا في اجتهادنا و طورنا من أنفسنا. و هذا طبعا في مختلف المجالات و الميادين و ما أكثرها في هذه الحياة.

نقطة أخرى تحدث عنها مالك بن نبيّ رحمه الله و هي عقدة التخلف لدى المسلم. لقد توقفت عندها مساء كاملا أقرأ فيها و أعيد. و أنظر إلى السماء من الشرفة مذهولة في أمرنا، بائسة حيّرة، متجهمة الوجه متأملة، منعقد لساني متجمدة أناملي..

يقول مالك بن نبيّ رحمه الله أن المسلم مريض بعقدة التخلّف و ينتهي نفسيا إلى التشاؤم و يردّ التقدّم و التطوّر إلى الأشياء في حين أن التقدم يكمن في الأفكار.

تذكرت الكثير من الأمثلة على هذه النقطة و قد حدثت لي شخصيا و أستهلها باعتذار شديد لمن سيفهمون!!.. فمن بين الأمثلة على عقدة التخلّف التي واجهتها أقوال أقوام لا تدعو إلا لليأس و الإحباط و تثبيط العزيمة.. فمرة قلت : أنني أريد فعل كذا و كذا.. فما لقيت من محدثي إلا كل أنواع الفوبيا من النجاح!! مثل: هل أنت صغيرة؟ هل تظنين أن ذلك سيحصل؟ أنت تحلمين؟ لما لا تعيشين في الواقع؟ و غيرها من "التشجيع" التي تجعلك تلعن الساعة التي تحدثت فيها!!.. و أغرب مقولتين قيلتا لي و هي فعلا عقدة التخلف في أوجها حين أخبرت أقواما أنني أتكلم أكثر من ثلاث لغات، فاتهموني بأنني استعمل " المعلم" للاستعانة!! و أقوام اتهموني بالسخرية منهم و أنني بلا عقل و غيورة جدا حين جرى بيننا الحوار التالي:

قالوا: لقد " استطعت" أن أجعل صديقة لي تدخل في الإسلام..

قلت: ما شاء الله هذا جميل.. ما جنسيتها؟

قالوا: ل**نية

قلت: أهاا عربية.. الحمد لله..عندي نفس التجربة..فبفضل الله ساهمت بالقليل جدا في التعريف بالإسلام لصديقتي البرازيلية و أخرى من المكسيك..

قالوا: أنا لا أمزح..أنت تستهزئين بالدين.. لماذا تسخرين..؟ ... أنت..أنا..

..............................

وقفت مندهشة أسمع وقع الكلمات و قد انسدّ عقلي تماما عن الفهم و الاستيعاب؟؟؟!!!!

و مثال آخر ليس ببعيد عن المقام.. "نصحني" أحدهم بأن لا أكتب مقالات لأنني لست" خبيرة" و لست " بناقدة" و ذلك بعد أن أجبته بالنفي على سؤاله: هل درست النقد؟

المسلمون اليوم- إلا ما رحم ربي- لا يرحمون و لا يتركون رحمة ربي تنزل..

و للحديث بقية..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق