الجزء الثاني من مراجعتي لكتاب: مشكلة الثقافة لمالك بن نبيّ.
مشاركة مني لمبادرة كلنا نقرأ في اليوم العالمي للكتاب أنهيت الكتاب الأول بفضل الله تعالى من سلسلة مشكلات الحضارة لكاتبه المفكر الإسلامي الجزائري الجليل: مالك بن نبيّ الذي يوصف بمنهجية و فلسفة التفكير و ملكة في تقديم العلاج و الطبابة في قضايا الأمة المختلفة. و قد كانت سعادتي و حسرتي في نفس الوقت و أنا أقرأ الكتاب تؤنسان عقلي و هو في حالة تفكر و تدبر لقضية الثقافة في مجتمعنا الجزائري خاصة و العربي عامة.
فضلت أن لا أتحدث في هذه المقالة عن مالك بن نبيّ رحمه الله و عبقريته الفذة في تحليل المشكلات لأنني أصغر بكثير من أن أستعرض إعجابي و انبهاري بتقنيته في الكتابة هذا من جهة. و من جهة أخرى يمنعني حزني و ازدرائي لنفسي أن أظهر عدم استحيائي لكوني أقرأ لمالك بن نبيّ أول مرة. و قد تحدثت عن هذا في الجزء الأول من هذه المراجعة الطويلة مستطردة بقصة الصديقة التي أنبتني حين علمت مني أنني أعرف لمالك عناوين فقط.
بيد أن الاعتراف بالتقصير خطوة لانجاز الكثير و قراءة كتاب مشكلة الثقافة أولا قبل غيره من الكتب ما كان اختيارا مني إلا لمواجهة مشكلتي أنا شخصيا و أضعني تحت مجهر التشخيص متحدية بذلك نفسي و عقلي و هما الأجدر و الأولى بالتحدّي قبل كل شيء آخر و أي شخص آخر باعتبار أن التحدي أو المنافسة بين أحبة القراءة و الفكر و الثقافة وسيلة لإثراء البنك المعلوماتي للدماغ و ممارسة معينة من أجل عبادة الله على علم و بصيرة: " و في ذلك فليتنافس المتنافسون".
غير أنني ارتأيت أن اقسم مراجعتي هذه لعدة أسباب منها:
1- كون أن الكتاب كاملا استنفذ تأملي بصفة كبيرة و موجعة للثقافة.
2- استنباطي للأفكار و الفوائد استقرت على أربعة أوراق و نصف الورقة.
3- طلب صديقة لي أن أشاركها ما تعلمته من الكتاب معلنة أن الكسل يمنعها لقراءته و البعض الآخر الذي لا يتحمل التطويل حتمّ عليّ أن أقسم المقال و أبسط قدر المستطاع مصطلحات علم الاجتماع و علم النفس و لغة الفلسفة التي كتب بها الكتاب.
4- أجدني مجبرة على كتابة مقال عن كل فكرة أو جملة اقتبستها من الكتاب لا رغبة مني في الكتابة و استخدام أناملي في رياضة إنما هناك دافع قوي يتمثل في الشعور بالألم و الحسرة و غزو مشاعر مماثلة لفؤادي من حيث لا أدري.
و قد يكون تقسيمي للمراجعة عائد بالدرجة الكبرى إلى إحساسي بمسؤولية تجاه من سيقرأ و بامتنان و التقدير لمؤلف الكتاب و الأكثر من هذا و ذاك استحضاري و أنا أكتب الآن هذه الكلمات لآية وقفت بسيف الثبور منتصبا مترقبا غير بعيد منّي في قوله تعالى:" فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون". لذا كان لزاما عليّ أن أتأنّى و أعدكم بــ:....يتبع.