يبدو لي أنّه حين يقرر كاتب ما الحديث عن أيّ موضوع مهما كانت حساسيته، فذلك ممكن طالما أنّه يرغب في أيصاله إلى القارىء، وطالما أنّه يفعل ذلك بدافع الرغبة في الإيضاح كما لم يفعل كاتب آخر غيره. هنا تدخل البراعة وهنا تظهر بشكل خاص المرونة في تقديم الإشياء بطريقة لا تعيبها أبدا..
قد تكون الرواية تتحدث عن عاهرة وعالمها، لكن الكاتب عرف كيف يطرق الأبواب المغلقة بطريقة تصيب القارئ بالدهشة وتجعله بدخل بفكره وعقله إلى هذا العالم ليفهم، دون أن يشعر بالحرج أو الخجل من ذلك.، ذلك أن الكاتب استطاع باسلوبه المتميز أن يضع القارئ على الحد الفاصل ما بين الفضول ورغبة الاكتشاف، والاحتفاظ دون شك بكل ما يعنيه شخصيا أو ربّما ما قد يعني له شيئاً ذات يوم.