تأتي أهمية هذه الرواية من وجهي نظري من فضح الكاتب لمن نراهم رموز وأبطال البلاد في الحرب والسلم، والذين أثروا في المجتمع والدولة والشعب وقادوهم، ولكنهم فعلياً أخروا المجتمع وهدموا أعمدة الدولة وساهموا في استعمارها اقتصادياً وفكرياً وفي بعض الحالات عسكرياً كما في حالة (الدكتور) وهم في ذلك لا يخدمون إلا أنفسهم ومصالحهم. كما كشفت غطاء مهماً عن تاريخ بعض الشركات العالمية وارتباطاتها بمنتجات وشركات وشخصيات أخرى، كشركة كوكا كولا، وتداعيات دخولها إلى مصر في فترة الستينيات.

تميزت الرواية بمتانة الحبكة وقوة السبك، وهذا ليس بغريب على كاتب متميز ومتمكن مثل صنع الله ابراهيم. ومع ذلك، فلي الكثير من المآخذ عليها، تتمثل بـ:

1- سرد تفاصيل لا داعي لها، كبعض التفاصيل التي أوردها عند مرافقة أحد أعضاء اللجنة له في بيته.

2- الوقوف عند بعض الأحداث الهامة والتي من شأنها أن تكون مفصلية في تطور أحداث الرواية، ثم إهمالها وتركها كأنها لم تحدث، وبالتالي جاءت مثل هذه الأحداث مجانية لا داعي لسردها وحدوثها أصلاً، كقتل البطل لعضو اللجنة السمين.

3- عدم وضوح بعض الملامح وكفايتها، خاصة فيما يتعلق باللجنة، فلا يستطيع القارئ معرفة رمزية ومرجعية هذه اللجنة لعدم كفاية ملامحها.

4- لم تكن نهاية الرواية واضحة، بل لم أجد فيها نهاية أصلاً، فالمفترض أن ترتبط نهاية الرواية بالمشكلة، وأن تكون حلاً لها، وذلك ما لم أجده في هذه الرواية.

5- بالغ الكاتب في التفسير والتحليل حتى خرج في بعض المواطن عن المنطق، كما في تحليله مصطلح (التنويع).

ذلك هو رأيي برواية اللجنة بعد قراءتها الأولى، وربما بعد القراءة الثانية قد تتجلى لي أمور لم ألحظها في القراءة الأولى، إذ لا أنكر أن الرواية فيها من العمق والتحليل ما يتطلب أكثر من قراءة.