ليس من الجيد دائما أن تنقل محاضرة مسموعة داخل قاعة جامعية إلى كتاب، فلغة
المحاضرة تختلف عن لغة الكتاب ناهيك عن أن التواصل بن المحاضر والمستمع
يختلف كثيرا عن التواصل بين الكاتب والقاريء، واعتماد المحاضر على أساليب
معينة لتوصيل وجهة نظره للمستمع يُفقد الكتاب الكثير من النواحى الضرورية
لاكتمال بنيته ككتاب.
النقطة الأخرى وهى الفارقة؛ أن المحاضر، إدوارد فورستر، يعتمد فى دراسته
لأركان الرواية على مجموعة كبيرة من الروايات الإنجليزية والفرنسية والروسية
وغيرها، تتفاوت شهرتها بين المحدوية وذائعة الصيت، وهذا يتطلب من القاريء
الإلمام بها جميعا، فهو يشير إلى شخصيات رواية ما كأنها مثلا موجودة بينهم
وأنهم يعرفونها تمام المعرفة فيتعدى ذلك إلى تحليل دقيق لشخصياتهم.. يمكنك
تخيل مدى صعوبة كتاب يتحدث عن أشياء تبدو للكاتب بديهية وهى بالنسبة
للقاريء أشياء يسمعها لأول مرة.
حتى الإلمام بكل هذه الروايات قد لا تتاح للقاريء العام بخلاف الناقد الأدبى!
لكن رغم كل ذلك فقد استفدت من أجزاء بعينها فى الكتاب، خصوصا حين يتحدث عن
الرواية بصفة عامة، غير مُنسبة لعمل بعينه.
لكن دائما على المرء توخى الحذر عند الشروع فى قراة كتاب فى النقد الأدبى..