تحت أقدام الأمهات > مراجعات رواية تحت أقدام الأمهات > مراجعة Ahmad Ashkaibi

تحت أقدام الأمهات - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

تحت أقدام الأمهات

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

لا يمكن أن تقرأ لبثينة العيسى كتابا إلا وترغب بقراءة بقية كتبها..

هل سبق لك وأن تأملت في صورة جميلة لسهول خضراء يكسوها العشب ويشقها جدول صغير يقبع على إحدى ضفتيه بيت صغير..ثم تخيلت نفسك من سكان ذلك البيت.. ورغبت لو أنك فعلا تترك مشاغل هذه الحياة ومشاكلها وتلجأ – ولو بالأحلام- إلى مثل هذه الحياة الوادعة البسيطة؟؟

عندما تقرأ لبثينة العيسى فإنه يصيبك ذلك الخدر العجيب الذي يسحبك دون أن تدري إلى أجواء تلك الصورة الجميلة البسيطة..ثم لا تصحو منه إلا وقد أدمنت العيش في بين سطور كتابها وشخوص روايتها... فتهرع إلى كتابها التالي.. يأسرك أسلوبها في الكتابة فهي تكتب بسلاسة وكأنها ولدت لتكتب... وتحس بأنه لا يزال في داخلها الكثير من طفولتها..

تأخذك بثينة العيسى في هذه الرواية إلى عالم بريء من الأخوات والأمهات والبنات... تعيش معها لحظات لربما أعادتك سنينا إلى الوراء.. حيث كانت طفولتك الوادعة.. عندما كانت أكبر مشكلة لديك هي حرمانك من اللعب أو الخروج كعقاب...

نكبر وتكبر معنا همومنا... ننضج وتنضج مشاكلنا حتى يصبح لهذه المشاكل كيانا يتجسد أحيانا على صور متعددة...

تروي بثينة هذه القصة على لسان شخوص الرواية: أختان لكل منهما ابنة وزوج, وزوجة أخ متوفى لها ولد..وخادمة وجدة ... وجميعهم يتشاركون حياة واحدة في بيت تلك الجدة...

لقد برعت بثينة العيسى في تقمص كل شخصية على حدة - والتحدث بلسانها والتمنطق بمنطقها - بشكل جميل ومتقن... وكنت أتساءل في نفسي: يا ترى أي من هذه الشخصيات هي الأقرب إلى شخصية الكاتبة؟

وأقتبس هنا عبارة أعجبتني بشدة قالتها الخادمة "رقية".. التي كانت تراقب مشهد الأخوات والبنات وقربهن من بعضهن.. ثم تلتفت إلى نفسها فتشعر بغربتها بينهن فتصف نفسها بقولها: ((التي هي جزء من هذا العالم دون أن يفهموا كيف وصلت إليه))..

وهناك تعبير جميل استوقفني برهة ودهشت جدا لروعة ودقة وصفها لتلك الحالة النفسية التي تداهم عقل المرء عند تدافع الأفكار في داخله بسبب موقف معين: ((وأنا أغرق في غرائبية الموقف التي لا تحتمل))...

لا تغيب العواطف النبيلة في روايات بثينة ولا الحب الطاهر العفيف .. وفي هذه الرواية تضع يدها على الجرح فيما يتعلق بالحب: فهل الحب قدر نعيشه أم قرار نختاره بمحض إرادتنا؟

قد تبدو قصة هذه الرواية عادية.. لكنها تحمل في طياتها لحظات جميلة .. وأخرى حزينة أو مشاعر مختلطة ... أو مواقف غريبة وتساؤلات عرفنا إجاباتها بعد أن كبرنا ....لحظات لابد وأننا قد مررنا بها أو عشناها...

الرواية رائعة تستحق القراءة...

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
1 تعليقات