لقد بدات قراءة هذا الكتاب و لدى تطلعات عالية جدا بناء على تقييمات النقاد المموجودة على ظهر الكتاب و فى اخره, وهى فعلا مبالغة جدا كما ذكر الصديق هانى عبد الحميد, و بالفعل صدمت من نمط الحياة البوهيمية للكاتب فى باريس خلال القسم الاول من الكتاب, واعجبنى القسم الثانى منه الذى يروى فترة طفولة الكاتب فى العراق فى الستينات اكثر -وهى تصلح لكتاب مستقل ممتاز بالمناسبة- الا انه يبقى التساؤل بالنسبة للقسم الاول عن كيفية تقييم السير الذاتية, و هل يصح ان يكون تقييما اخلاقيا مبنيا على قيم القارىء نفسه؟ ام ان صراحة الكاتب و عدم محاولته تزويق ماضيه -و هو قادر على ذلك- او التوارى خلف صيغة روائية تجنبه الاعتراف بنقائصه -خصيصا و هو حاليا شخص له وزنه كما فهمت- هى قيمة تستحق التقدير فى حد ذاتها؟ ام انها تعد نوعا من البجاحة و عدم الندم على هذة الاخطاء؟!
اذكر ان اول مرة وقعت فى هذه الحيرة كنت عند قرائتى فى سن مبكرة لكتاب الخبز الحافى و هو سيرة ذاتية للكاتب -المغربى على ما اذكر- محمد شكرى, و هى تحكى عن فقره المدقع فى مرحلة الطفولة و المراهقة , الا ان ما صدمنى جدا كانت حكايته لتجربة شذوذ جنسى له فى فترة المراهقة, وقد اثارت تقززى للغاية من الكاتب و الكتاب !!
على اية حال فيما يختص بتقييمى الشخصى فانا لا انكر اننى قد استمتعت بقرائة الكتاب نظرا لسلاسة اسلوب الكاتب, و ربما لاننى احب القرائة عن انماط الحياة المختلفة التى و ان كنت اختلف معها اخلاقيا الا اننى ارى فيها تجربة انسانية ثرية تستحق السرد رغم الاختلاف.