الحب في زمن الكوليرا > مراجعات رواية الحب في زمن الكوليرا > مراجعة Mohamed Sayed Rashwan

الحب في زمن الكوليرا - غابرييل غارسيا ماركيز, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

الحب في زمن الكوليرا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بداية من العنوان

حينما كنت أسمع عن " الحب فى زمن الكوليرا " كنت أقول لابد أنها رواية مأساوية تتحدث عن حب بين اثنين فى ظروف صعبة ومعدمة وفى جو يعكر صفاء الحب بينهما الفقر المدقع ، ومما يزيد الأمر مأساوية هو أن يصاب احدهما بالكوليرا ، ويتوالى الصراع بين الحب والموت ، الحب والفقر ، الحب والمرض ..إلخ

وبذلك تكون الرواية رائعة ..

لإنه بالتأكيد ماركيز _وكنت قد سمعت عنه كثيراً بأنه عالمى،ولم تنجب الرواية مثله من قبل_ سيتناولها بأسلوبه الذى هو قطعاً ساحر وعالمى وبشكل سيجعل دموعى تفيض أنهاراً من بؤس الأبطال ومأساوية الحكاية..

فأفاجأ بأنه ليس هناك من مأساة من هذا النوع على الإطلاق ..

ولنترك العنوان ولنتحدث عن صلب الموضوع

إننى لتكاد تنفجر مرارتى ، ويقف قلبى معاناة بسبب هؤلاء الذين يتنادون بالقيمة والهدف والرسالة والمضمون الذى يحمله الأدب وما إلى ذلك ..

بحيث أن يعمل الأديب واعظاً ، فيعظ الناس ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، لا أديباً يتحدث عن مشاعر إنسانية ، وعن الإنسان المتناقض المكابد للحياة فى شتى صور المكابدة وغربة هذا الإنسان ووصفها داخل مجتمعه السحيق الميت ..

واريد أن اسألهم سؤالاً : أين هى الموعظة والقيمة والهدف والرسالة فى تلك الرواية ؟

الرواية ليست فيها أى قيمة أو محتوى وعظوى ، أو هدف أو رسالة

القضية كلها : فلورينتينو أريثا الشاب الكئيب الخجول الصامت يحب فيرمينيا داثا الفتاة الجميلة الصغيرة المراهقة، ويعيشان فى قصة حب أسطورية تتخللها الرسائل العاطفية ومعزوفات الكمان الساحرة التى يعزفها لها على مقربة من منزلها..

ولكن قصة الحب تلك يعترضها عدم موافقة الأب عليها ، والذى يترتب عليه هجر المدينة بابنته ..

لإجبارها على تركه ونسيانه

يعود بعد فترة ، ويوليها مسئولية المنزل بعد طرد عمتها التى تسببت فى مد جسر التواصل بين العاشِقَين ،وبينما هى تتجول فى السوق يتبعها فلورينتينو صامتاً دون أن تشعر .. إلى أن يحدثها فتقول بدون مبرر موضح فى الرواية أن الأمر قد انتهى .. لتنهى بذلك قصة الحب العميقة بلمسة زر . رغم أنها قبل ان تقول هذة الكلمة كانت تقول لنفسها لحظة وقوع عينها عليه .. " ياللرجل البائس"ـ

وبعد ، ترفض فيرمينيا مقابلته مرة اخرى ولا حتى الرد على رسائله ، فيبتعد بعيداً منشغلاً بالعمل مع عمه ليون ..

وفى تلك الاثناء يظهر فى الصورة العائد من اوروبا د.أوربينيو الذى يحب فيرمينا بمجرد رؤيتها ..

وبعد فترة يتزوجان .. رغم معارضتها فى بادئ الأمر ..

ومع الوقت تحبه وتنسى "أريثا" ثم يموت خوفيينال أوربينيو[الرواية تبدأ بالمناسبة من موت خوفيينال ثم تدور فى منطقة فلاش باك تمتد لمئات الصفحات] ويعود فلوربينيو لمراسلتها.

تمتنع عن الرد على الرسائل فى بادئ الأمر .. ثم سرعان ماتستجيب للرد ومبادلته المراسلة التى سرعان ماتتطور وتصبح جلسات منزلية أسبوعية ..

وبعد فترة يصطحبها فى رحلة نهرية بالسفينة .. وتنتهى الحكاية وهما فى حكم المخطوبين ..

تـبــاً :ـ

أين هى القيمة والمعنى والرسالة التى يبغى ماركيز توصبلها يا أرباب الفن بمضمونه ومحتواه وسلاطاته وباباغنوجه؟

الحكاية كلها : شخص يحب امرأة ، تتزوج من آخر ، يموت ، ترجع للأول..

يقولون أن الحب فى زمن الكوليرا أفضل بمراحل من مائة عام من العزلة التى كانت السبب الرئيسى فى حصول ماركيز على "نوبل" عام82

والتى لا تقل شهرة عن " الكوليرا".. ماذا إذن ؟

لماذا يصدّرون لنا ماركيز كأنه الذى لم تأتِ به ولّادة .. وليس له مثيل..

.

الرواية رائعة ، وماركيز أسلوبه رائع ، ولكنه ليس بذلك التقديس والتأليه والرفعة التى يعطونها له عن سائر الكـُتاب..

..

..

وقد كنت من قبل قد أحببت محفوظ وذكرت أنه علم فى دنيا الرواية .. و من النجوم الزاهرات فى سماء الأدب..

فهونوا من شأنه بعد أن نظروا لى نظرة امتعاض مصاحبة لمط الشفاه وقالوا:وماذا يأتى محفوظ بجوار قامة عالية كماركيز .. محفوظ أديب جيد ، ولكنه ليس بقامة كقامة ماركيز..

وأحب أن اقول: يا الله ، من ذا الذى أخبركم أن ماركيز أصلاً يأتى شيئاً بجوار محفوظ ؟؟

إننى لا أريد ان اقارن رواية لمحفوظ مع الكوليرا فمحفوظ سيطيح به

من الممكن ان نقارن ماركيز على سبيل المثال بمحمد المنسى قنديل

وربما قارننا " الكوليرا" بقمر على سمرقند ..

ولكن محفوظ .. فلا وألف لا..وستكون المقارنة ظالمة لمحفوظ وفى غير صالح ماركيز لو كانوا يعقلون

إن فصل واحد من فصول الحرافيش العشرة .. تطيح بكل أعمال ماركيز

والمعانى والأسلوب والاقتصاد اللغوى والتكثيف والترفع عن الخوض فى تفاصيل لن تسمن ولن تغنى من جوع التى احتوت عليها الحرافيش تطيح بالكوليرا

فلماذا عقدة الخواجة..؟

ولماذا نحط من شأن انفسنا فى مقابل أشخاص ليسوا أجدر ممن هم عندنا

--------------------

فى الأخير : أحب أن اقول : إن الرواية رائعة حقاً على سبيل القص .. وربما استفاد ماركيز من العمل كصحفى واستفاد من ثقافته الواسعة .. فهذة الرواية مكتوبة بيد بروفيسور رحالة ..

وإن كان قد أطال فى الوصف لدرجة جعلتنى املّ فى بعض الصفحات ، ولكنه سرعان مايجعلك تتشوق لإكمال الرواية ..

وإذا كان لابد من موعظة : فهو تعليم الناس ألا ينساقوا وراء آراء البعض المنبهر بكل ماهو آتٍ من الخارج.

*****************************

وفى النهاية أحب أن أشكر صديقى كريم أحمد الذى يعيرنى تلك المطبوعات ذات الثمن الخارج عن مقدرتى .. ولولاه ماكنت قد استطعت قراءتها إلا بعد أمدٍ بعيد

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق