سوناتا لتشرين..رواية تحكي عصراً نعرفه جيداً ونحفظه عن ظهر قلب تخلى فيه أسامة عن ارتباطه بالعصر الناصري الذي يعشق واقتحم بجرأة عصر الحيتان والإعلام الموجه وارتباط السلطه بأقطابه ...عصر الكلمة الحرة شكلاً المسمومة موضوعاً...في الحقيقة كان النصف الأول للرواية أكثر من رائع وصادقاً حد الهوس لكن النصف الثاني ساده الاضطراب الذي حاولت أن أجد له مبرراً وحيداً وهو محاولة تفعيل دور القارىء وجعله مشاركاً قوياً في الحالة التي انتابت الأبطال جميعاً...لكني مع ذلك لا أرتاح تماماً لهذا التفسير ..أجمل مافي القصة أنه قدم البطل الذي قام بدور الضحية الكبرى إنسانياً حيث لم يبري نفسه كصحفي له طموحاته الخاصة التي من الممكن أن تدوس حال نجاحها على رقاب كثيرين دون أن تكترث ولا تهتز إلا حال سقوطها ...في النهاية هناك مرارة تشرينية...
أخيراً
لماذا تشرين؟
أظنها إشارة من بعيد لنصر قديم رفع رأسنا طويلاً قبل أن يتعرض هو نفسه لزلزال السقوط الذي نعيش...
رحمك الله يا أسامة