رحلتي مع غاندي ,,
مثال للبساطة و السلاسة في طرح الافكار , و القدرة على جذب القارئ و التأثير فيه ,,
و روعة هذا الكتاب ليست بغريبة , فالمؤلف من أبرز المبدعين !!
في كتاب رحلتي مع غاندي , يقسم الشقيري الكتاب الى قسمين منفصلين تماما , كل قسم أجمل من الآخر ,,
حقيقة ما شدني في القسم الاول , هو أن القارئ يدرك فعلا أن الاسلام هو دين الفطرة , و هو دين العالمين كافة , فالانسان الذي يبحث عن السكينة و الطمأنينة في حياته , يتبع خطوات توفر له الروحانية اللازمة , و التي تشبع روحه , و هذا ما حصل مع غاندي !!
فبرغم أنه ليس مسلما , الا ان القارئ يشعر لوهلة أنه يقرأ عن قائد مسلم !
و ما أراده الشقيري , هو أن يرسل رسالة لنا نحن المسلمين , مفادها أننا عندنا الاسلام و لكن تعاليمه تطبق من قبل الاخرين غير المسلمين !! و يؤكد ذلك قوله : عندنا أعظم سلعة , و أفسد بائع !!
القسم الثاني من الكتاب , يتحدث عن تجربة للشقيري في الهند لمدة عشر أيام , حيث انه اراد ان يهجر الناس و يذهب هنالك حيث مؤسسة او مقر روحاني , هدفه اطلاق العنان للانسان للتامل و الهروب من ضغط الحياة
و اعادة شحن طاقته الروحية و المعنوية , التي شابتها و استهلكتها مشاغل الحياة .
و هنا فعلا , تظهر عزيمة الانسان الباحث عن ارضاء الله تعالى و الذي يريد أن تكون كل عباداته و أعماله قائمة على اساس تلبية الجانب الروحاني عنده قبل المادي !
يتحدث عن عشر ايام شعر فيها انه لم يكن انسانا حرا , بل كان مقيد عبدا لزينة الحياة التي أسرته دون ان يشعر ,
كيف واجه صعوبة بالغة في قضاء عشر أيام بدون جوال او انترنت او تلفاز !!
أشياء قد نستخف بها , لكن ان حالونا الابتعاد عنها , للخلو بأنفسنا , سنجد أننا فعلا مدمنين عليها ,
جانب أخر من تلك الرحلة أعجبني صراحة , و هو ما يزيد احترامي للشقيري ,
هو انه ينبغي علينا كدعاة في الوقت الحالي , أن نركز على أهم الامور , مثلا ان نركز على دعوة الناس للصلاة اولا , دون مهاجمة لبسهم أو قصة شعرهم انها منافية للدين او او او ..
و يظهر هذا جليا , في مقولته : كسب القلوب , قبل وضع القوانين !!
أخيرا , يطرح عدة أسئلة و يجيب عليها , للشخص الذي يريد أن يخلو بنفسه , و يستعيد روحانية عباداته و معاملاته , و يرغب القارئ أنه من الضروي ان تكون هناك مثل هذه الخلوات , من اجل المحاولة المستمرة نحو الوصول للكمال .