ديوان (حديث الهيل) للشاعر عمر الفرا، فيه شعر نبطي يصدح جمالا و عنفوانا على نار مشاعر جذوتها دافئة لتغلي على حوافها قهوة عربية ،قهوة أتت في وقتها لتستضيف برحابة أبيات رجل شرقي لإمرأة شرقية في فناجين ،فناجين إمتلأت بهيل الإحترام و التفاهم مما أدى إلى إضفاء رائحة مغايرة لمرارة بن قهوة الحياة ....
هنا الهيل يتكلم و يتكلم ليخبرنا عما شاغل قلوب و عقول عدد من بنات حواء ،الهيل تنقل لنا أنفاسه عما كان في نفوسهن من تحديات و مواجهات ،عبق الهيل يجمل عالم النساء حتى و هن يقاسين و يتألمن ،و من أشهر القصائد في هذا الكتاب بالطبع "قصيدة حمدة" و منها هذا المقطع :
"ما أريدك …
ما أريدك حتى لو
تذبحني بيدك
ما أريدك
إِبن عمي … ومثل اخويَ
ودم وريدي
من وريدك"
فحمدة صارت رمزا لكل إمرأة تسعى لنيل حقها في إبداء رأيها ،حمدة نطقت بحرفين و هما اللام و الأف الممدودة ، و هي على دراية بأنهما سيفتحان عليها محاولات قمع و صد ، و لكنها ظلت تكررهما و نحن نسمع قصتها ....
ففي خيمة هذا الديوان نستظل بنخوة و شهامة رجل يرحب بالمرأة القوية الأبية و يعتز بها ،فينظم قصائد تدعم مواقفها و تثني على خطواتها ،القصائد هنا ليست عسيرة الإستيعاب و في الوقت آنه هي تحوي تعابير تترك فينا نشوة تذوق هيل الكلام ...
كتاب (حديث الهيل) فيه كبرياء أنثى برواية رجل !