Read from June 19 to 26, 2012
لا يمتلك قارئ هذه الرواية إلا أن يشيد بقدرة كاتبها الفائقة على صنع "حياة متخيلة" موازية محكمة فعلاً لذلك الشاعر السكندري العظيم "قسطنطين كفافيس"، حياة يمتزج فيها الواقع بالخيال والحقائق التاريخية بالفانتازيا، يمزج فيها طارق إمام باقتدار بين طرائق سرد متعددة ونجد أنفسنا بإزاء أكثر من راوٍ وأكثر من شخصية، تجذبك إلى ذلك العالم الغريب الغريب ...
.
وفي ظني أن هذه الرواية ـ بهذا الحجم الكبير ـ وبموضوعها غير الشيق، غير موجهة للقارئ العادي أبدًا، بل وتراهن على قارئ صبور متمرس، قادر على فك التداخلات والطرق الكتابية والسردية المتبعة في الرواية، وأنا هنا لا أزعم أنها متاهة، ولكنها عمل أدبي قائم على الخيال المحض، وإن كان يعتمد أساسًا على شخصية تاريخية كـ قسطنطين، وفورستر، وغيرهم من معاصريه ..
..
.
في ظني أن طارق وفق لحد بعيد فيما ذهب إليه، وإن كان لي بعض الملاحظات السلبية على العمل فربما ستتركز على الإغراق في الفانتازيا أحيانًا، إلى جانب أن الرواية من بدايتها حتى تنتهي على الرغم من كونها مشوقة، إلا أنك لا تصل منها إلى شيء!
ربما يكون هذا هدفًا بحد ذاته، لاسيما لمن قرأ "هدوء القتلة" وتابع" الأرملة" وإن كنت أرى أعماله الأخرى كانت أكثر إمتاعًا، ولكن التحدي هنا كان أكبر
...