مع إن مقدمة الكتاب عجبتني، لكن بعد ما بدأت أقرا أول قصص الكتاب، وهي "المسيخ الدجال"، عرفت كان إيه لازمتها! هي حاجة كده زي ما بيكتبوا في أول الفيلم أي تشابه بين شخصياته وشخصيات حقيقية هو محض صدفة! يعني بيسكتونا ولا هما فعلا مش قاصدين ولا احنا بنصدق ...

لم أشعر انه عمل أدبي كما ادعى في المقدمة،فهو رأي شخصي في أشخاص حقيقية في صورة قصة، وأنا اعتقد انه ليس من حق العمل الأدبي، أو من حق أي شخص، أن يُدخل "فلان" الجنة و "فلان" النار ويوزع صك الغفران على من يشاء، فأنا أراه غرور، واعتقد ان هذه عثرة لد/مصطفى محمود، لكني أتفهم نواياها.

وعلى الرغم من اني من كارهي نظام جمال عبد الناصر الاستبدادي، إلا اني لم أحب رأيه فيه -على الرغم من اني أوافقه معظم ما فيه- إلا أن هذا لا يعطينا الحق في إصدار حكم إلهي عليه! ولم يعجبني أيضا رأيه في نجيب محفوظ -خاصة وقد قرأت هذا الكتاب بعد "ليالي ألف ليلة" لنجيب محفوظ- لما يتسم به من تسطيح لأعماله وأفكاره، وفي رأيي هو لم يرى عالم نجيب محفوظ على حقيقته مما فيه من عبرة وحكايات.

أحب كتابات د/مصطفى محمود الفكرية ومقالاته، لكني أرى أن القصص ليست مكانه، فلقد اتسمت بالمباشرة والسذاجة في رأيي. وهي من أقل أعماله التي قرأتها حتى الآن. وجاءت قصة "المسيخ الدجال" أسوأهم، خاصة مع تناول موضوع بهذه الرهبة بهذه السطحية. أما باقي القصص فكانت أفضل قليلا لكنها لا تضيف شيئا لما قرأته له من قبل، وتعتبر "صاحب الجلالة الموت" هي أفضلهم فكرة وتناولا.