دخلتُ بثقةٍ مصطنعة، وكنتُ قد حرصتُ قبل خروجي أن ألبس ثيابا لا تثير الانتباه، وألا أضع زينة على وجهي، وحشرتُ الوردة النضرة في حقيبتي، وكذلك أعددتُ منذ الأمس الحجج اللازمة لوجودي هنا في حال صادفتُ أحدا، وهكذا رفعتُ رأسي، تنفستُ بعمق، وسرتُ بحذائي الرياضي على رخام الدرج، لكن قلبي كان من الصخب بحيث أوشك أن يصمَّ أذنيّ لمحتُ قطا أسود يمرقُ من بيت السلم، تذكرتُ قصّةً يابانيّة عن عجوز سقطت في غيبوبة فافترستها قططها بعدما كادت تهلك جوعا في البيت المقفل تخيلتُ حشدا من القطط، ستهاجمني وتدميني، وحين ينزل حبيبي ليشتري حاجياته سيجدني جثة ممزقة، ولكن الطابق الأرضي كان هادئا
مشاركة من Ashwaq
، من كتاب