مدن الحليب والثلج > اقتباسات من رواية مدن الحليب والثلج > اقتباس

ما الذي تفعله بنا كلماتٍ غاب كاتبها بينما ظلّ صوته حيًّا؟

‫ كيف تتحول المذكرات إلى محكمةٍ مؤجلة، إلى جروحٍ تتفتح تباعًا بأثرٍ رجعي، إلى قصاصٍ لا يمكن النزول عنه؟

‫ حين نقرأ مذكراتِ من رحل، لا نفعل ذلك بدهاءٍ ومكر غالبًا، إننا نحاكم أنفسنا ونحن نقلبُ الصفحات، بحثًا عن خيطٍ قد فاتنا، عن صرخةٍ لم نسمعها في وقتها، عن كلماتٍ لم نقلها قبل أن يصبحَ الصمت سلاح الجريمة. نحن لا نقرأ فحسب، نحنُ نحملُ إرث الغائب على أكتافنا، نحمله كأنه عبءٌ وعقابٌ لا فكاك منه.

‫ فالحقيقة لا تموت بموت صاحبها، تبقى نابضة في حروفه.

هذا الاقتباس من رواية