ونظر إلى حياته بعين الفارز ودرس الموقف وعقد العزم على الرهبنة بلا تراجع، وتمنى لو أن ينجح في الرهبنة ويحقق عدة أهداف، يتحلى بالفرز، ويجوع ويصير وحيدًا باختياره، لا أن يفرض عليه الواقع التعس أوامره، يصوم لأنه بإرادته يجحد الطعام لا بسبب مجاعة، ويعيش وحيدًا لا لأن مارينا تتعالى عليه إيمانيًّا ولا تبادله الحب، بل ليكرس حياته، ببتولية صالحة، للمخلص الذي يحب الجميع ويرحم الخطاة، وتمنى لو تفوق في النعمة والحكمة وعمل المعجزات على أبيها الروحي الذي عمَّدها وهي كبيرة بملابسها لتندم، لتُصدقه أكثر مما تصدق أباها الروحي، وتخيل نفسه بعدما يترهب، لو يقابل الراهب، الأب الروحي لمارينا، في
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب