اقتباسات من رواية حين يراقصني الموت

‫ لقد سئمت السؤال، فليبدأ الحساب إذن، ولتزأر راية العقاب…

‫ اللحد بالكاد يكفيني، والتراب ما انفك يغطيني..

ها أنا أرقد كجيفة نتنة، وحيدًا.. ظلام داجٍ خيم على روحي يخنقها ويقتلني.. القبر يضيق شيئًا فشيئًا. أما هذا الكائن القابع أمامي، يحاسبني على أفعالي، فتبًّا له.

أنا هنا لأخبرك أن الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا ليقص التاريخ حكاية، روتها "مِقصلة العدل" الباقية، بينما اندثر أبطالها وباتت ذكراهم مجرد كلمات، خُطت فوق بضعة سطور، قد يقر بها القارئ والمستمع أو ينكرها، بيد أنه لا يملك أحقية تحريفها أو المزايدة على مصداقيتها.

حين يراقصني الموت، أحتضن ضحاياي، أراهم يتهاوون تحت قدمي، يخورون، ينازعون لحظاتهم الأخيرة بين أسف وندم، حزن ويأس، وربما فرح وانتشاء، أو بالأحرى "لذة انتصار" يودعون بها دنيا فانية زهدتها أرواحهم المنهكة، وضلوعهم المهشمة بقبضة جلاد لا يرحم..

البعض يرى الحقيقة بعينه ثم ينكرها بلسانه، والبعض يشهد جرمًا في وضح النهار، ويبصر الأفعى تبُخ سمها في وجوه الجميع، لكنه يستكين في منأى متلذذًا بالصمت.

أن سهام الحب إذا غرست نصلها في القلب، لن تنتزعها ألف يد حانية

أن الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا

في مدينتنا الساحرة لا تسير سفننا وفقًا لأهوائنا..

فذاكرة الجبناء دومًا ضعيفة

ذاكرة التاريخ أطول من أعمارنا، وحتمًا ستخلد هزيمة الظالم، مثلما خلدت دماء المظلوم.

لكنني مصابة منذ طفولتي بالحساسية المفرطة تجاه المظلومين، وحتى في أحلك أيامي لم أعبأ بمعاناتي بقدر ما حملت ثقل همومهم على كتفَيّ.

يا ويل قلب أحب بصدق، لكن أوانه قد فات.. يا ويل قلب بات له مظلمة، فهيهات أن يعفو عن ظالمه.. هيهات.. ويا ويل من أضناه العشق وجافاه النوم، فظل عاشقًا، وإن غدا حبيبه محض رفات.. وما أشبه من أرداه هواه بمن أماته الرعب.. ومن قتله جنون الحب قتلة، لا كلمة تصفها في معترك الحياة..

يا ويل قلب أحب بصدق، لكن أوانه قد فات.. يا ويل قلب بات له مظلمة، فهيهات أن يعفو عن ظالمه.. هيهات.. ويا ويل من أضناه العشق وجافاه النوم، فظل عاشقًا، وإن غدا حبيبه محض رفات.. وما أشبه من أرداه هواه بمن أماته الرعب.. ومن قتله جنون الحب قتلة، لا كلمة تصفها في معترك الحياة..

ألم أخبرك آنفًا أن الأفعال الصغيرة المتراكمة قد تفتت أقسى القلوب! تمامًا مثل قطرات المطر الدافئة، لن يلحظ سقوطها أحد، لكنهم -يا للعجب- سيفجعون ويتألمون بشدة لمرأى الصخور تنفطر وتتشقق دفعة واحدة، في مشهد يجعلهم يتساءلون: "أي سحر هذا؟"، غافلين عن التفاصيل السابقة.. التفاصيل يا فيكتور، أخبرتك ألا تتغافل عن التفاصيل لكن.. يا لذاكرتك الضعيفة!

مات كل من يحمل رسالة وعقلًا مفكرًا

لكن الحذر.. الحذر يشعرني براحة مفرطة، وأن زمام الأمور بين إصبعي هاتين.

أنا هنا لأخبرك أن الظلم زائل، والإنصاف -ربما- قائم، لكن ليس في كل الأزمان،

سهام الحب إذا غرست نصلها في القلب، لن تنتزعها ألف يد حانية،

لكن، في مدينتنا الساحرة لا تسير سفننا وفقًا لأهوائنا..