وربما الوسيلة الوحيدة للحياة أن تقنع بأن السعادة والحياة شيئان متلازمان، لكن لِمَ لا تشملنا السعادة على طول الطريق؟!
الموت عادة يومية
نبذة عن الرواية
إن دائرة الحياة لا تتوقف، بينما المحطات التي نستقل العمر من أجلها قد تبخل علينا بمسافة زائدة. لذا يحدثنا الكاتب عن الموت، لكي نكون أكثر دقة، نحن أمام حديثٍ عن الفقد بجميع أحواله، وفي خضم تلك المرثية تأتي أفكار حول معانٍ مغايرة للحياة، والفرح، والألم، والموت كخصم أساسي بطبيعة الحال. من أجواء الكتاب: "تُدرك الآن أنه لا مفر من الخروج، حتى إن كان ضوء الصباح يذكرك بكل الأيام التي لم تذق فيها طعم النوم، تدرك أنهم قد أعادوك بالأمس فقط، وذلك بعدما وجدوك ملقًى في زحمة الدفن، واليوم فقط تجلس لتتذكر كل شيء، في غرفتك القديمة الباقية إلى الأبد كحصن منيع ضد ضربات الزمن. تنظر إلى الدبلة الفضية في بنصرك الصغير، ثم تقبلها قبلة سريعة. وتفكر في حديقة تزرعها زهورًا مختلفة تضع بعضًا منها على قبور الأحباء".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 186 صفحة
- [ردمك 13] 9789778806120
- بيت الحكمة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الموت عادة يومية
مشاركة من hagerr
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
"ربما يفعل المرء كل شيء جنوني في الحياة، يستمني مئات المرات، يضاجع ألف امرأة، يشعر برغبة رهيبة في إفراغ أشيائه في حين أن كل ما يريده ليس الإفراغ بل الامتلاء. السهر والليل يجعلانك أشبه بوعاء فارغ، تسمع صدى جروحك حين يرتطم الهواء بشقوق قلبك
- الموت عادة يومية لشكري سلامة 🇪🇬
بعد بداية مربكة، بدأت ملامح العمل في التبدّي بتؤدة، فكلما توغلت في مطالعة النص، كلما زاد إعجابي بحسن اختيار عنوان العمل وتعبيره عن محتوى السرد. ينهل شكري من نبع الواقعية السحرية كي يُحَمّل العمل أصداء من "پيدرو پارامو"، رائعة المكسيكي خوان رولفو، كما يُضَمّن النص استدعاءات أحسبها موفقة لأبطال السّير والملاحم والمقامات، فليس هناك ما هو أكثر ملحمية من أن تواجه حقيقة الموت وتدرك أن "الموات" مشتبك بنسيج الحياة.
آلمتني الرواية لأسباب شخصية جدًا تتعلق بذكريات تجربة موت محقق منذ ثلاثة عقود خضت على إثره رؤيا برزخية ما زالت عالقة في جدار الذاكرة. هو إذَن عمل "برزخي" يختلط فيه الموت بالحياة طالما علق الأموات بذاكرة الأحياء، وطالما تاق الأحياء للأموات ورفضوا رحيلهم، مما يجعل الموت "عادة يومية".
كنت قد قرأت "أول دروب العودة" لشكري حيث المكان هو "ظرف مكان" والشخوص هي "ظرف إنساني، وأعتقد أنه قد وجد لنفسه صوتًا سيفرز المزيد في القريب العاجل.
#Camel_bookreviews
-
sarah kassabi
أرشحها للجميع..وبالأخص ممن عانوا من فقدان عزيز كل الشكر لهذه الكتابة العظيمة.
انتهيت للتو من قراءة هذه الرواية البديعة، والتي خط كاتبها كل حرف برسم شاعري، لم تكتب هذه الرواية بمداد عادي كُتبت بالقلب ومن القلبِ، كيف يمكن أن يخوض عُمر بطل هذه القصة رحلة مريرة من تتابع الفقد ويظل مكافحًا مستمسكًا بالحكاية، البطل الذي حارب الموت بإحياء الذاكرة بالكلمات، بالقصة، بالتكرار، حتى وإن كان الموت عادة يومية سيعيش غائبيه في حكاوي الذاكرة، ليردد كل يوم "كان يا مكان يا سعد يا إكرام" وتصبح كل الأشياء نافذته التي تتدفق منها الأماكن والذكريات،فالذاكرة هي توأم الخيال وهي الملاذ الأخير حينما نغوص في بحر النسيان.
" فأنا أستطيع تقبل حقيقتي الخرافية، إن كان أحدهم يشاركني في تلك الحقيقة".
"فهذا ما أظنه، فإن تقابل شخصان على المستوى نفسه من الخرافة والغرائبية؛ أفلن يكونا واقعيين بالقدر الكافي الذي يجعلهما يتناسيان حقيقتهما الخرافية؟ وربما سيكون علينا -نحن الخارجين على هذا الإطار الخرافي- أن نكف عن اعتبارهما غير حقيقيين!".
:" يكمل يوسف كلامه: "تتذكر حين قلت أنك طرت صدقتك، لِمَ لا؟! البشر يطيرون أحيانًا!".
ترد عليه بابتسامة، وأنت عاقد يديك أسفل رأسك فوق قدمه: "وأحيانًا يسقطون من السماء".
____
-'في هذا الحوار الدائر بين البطل وصديقه يوسف، تظهر قيمة المؤانسة والمشاركة الإنسانية؛ فهذا الصديق، الذي طالما شارك صديقه أحلامه وطموحه، بل هو بلسانه من شهد لصديقه بقدرته على الطيران بينما كذَّبه الآخرون.
هذه القيمة الإنسانية أكدها النص وكرر التشديد على أهميتها في مواجهة الحزن؛ فظل الموت شبحًا يطارد البطل أينما ذهب، وتحل به ذكرى من مات، بينما تغيب الآلام في حضور يوسف، الصديق الرفيق المتحدث، الذي بحكاياته وفلسفته الخاصة يُبهر عقل وقلب صديقه عُمر، حتى نجد أن في تلك الساعات تنتهي عذابات نفسه، حتى وإن راودته فجأة، يكفيه أنه بحضور يوسف، يمكنه أن يبيح بما في قلبه، مؤمنًا:
"أن البكاء ليس عيبًا في حضرة الأصدقاء، وأن الدموع يمكنها أن تجري متى شاءت، وأن القلب يجب أن يستريح متى أحب أن يستريح".
كان يوسف رمز الونس الحقيقي؛ إذ يعلم عن صديقه عُمر كيف ينتشله من الألم.
عُمر ينجو بالحكاية...يوسف كان يعرف الدرب إلى قلب عُمر.
كان يحكي، يحكي كثيرًا، فتذوب الأشباح التي تطارده، وتغيب ملامح الموتى الذين يسكنون ذاكرته.
مع يوسف، كان البكاء طقسًا مقدسًا، لا عيب فيه، وكانت الدموع تنساب حين تريد، وكان القلب يستريح حين يحب أن يستريح.
لأن دومًا، الحكاية تضمن لك الخلود.
فيبدأ يوسف قائلاً:
"سأحكي لك الحكاية... كان يا مكان، يا سعد يا إكرام..."
فيرد عُمر:
"يارب ما تجعلها حكاية خالدة...".
-
hagerr
على عكس ما يوحي به عنوان الرواية أن الموت عادة يومية فقط.. يأخذنا الكاتب في رحلة تشبه الأحلام لنتعرف خلالها على فكرة الموت بمفهوم آخر.. بفلسفة تبدو رقيقة، وملهمة، وتمنحك الفرصة للتجول في حياتك، لرؤية الموت في كل ما يحدث في العالم حولك، لكنك تراه كما أراد هو أن تفعل..
الحديث عن الموت بتلك الشاعرية التي وجدتها في الحكاية جعلني أتساءل حقًا كيف فعلها الكاتب؟ كيف استطاع أن يعكس رؤيتي عن الموت والغياب، وكيف منحني هذه الفرصة لتأمل معنى الموت وإن كان يوجعني!
ربما تأثرت بتفاصيل كثيرة، وآلمتني تفاصيل أخرى، لكن التفاصيل التي أدهشتني هي ما لن أنساه أبدًا..
لم تشتمل الرواية الحديث عن الموت وحده، بل مزجت بين الموت والحياة ليس كمفهومين متضادين بل متكاملين؛ ففي الموت تبدأ حيوات جديدة..
ولم تنتهِ عند هذا الحد؛ إذ أصر الكتاب على نقل الحكاية كاملة كما يليق بأصحابها، فلم تخلُ من الحديث عن الصداقة والونس وأثرهما في حياتنا؛ أثرهما الذي بإمكانه أن ينتشلنا من غرقنا ويسحبنا لنتذوق النجاة، والحب.. ونتعرف على أنفسنا كما لم نعرفها من قبل!
لديّ الكثير والكثير مما أرغب في كتابته عن هذه الرواية لكنني سأكتفي بذكر أنها أخذتني بسحرها نحو عالم أردت لو كان بإمكاني اكتشافه والغوص فيه، وتمنيت حقًا لو كنت جزءًا من الحكاية..