على عكس ما يوحي به عنوان الرواية أن الموت عادة يومية فقط.. يأخذنا الكاتب في رحلة تشبه الأحلام لنتعرف خلالها على فكرة الموت بمفهوم آخر.. بفلسفة تبدو رقيقة، وملهمة، وتمنحك الفرصة للتجول في حياتك، لرؤية الموت في كل ما يحدث في العالم حولك، لكنك تراه كما أراد هو أن تفعل..
الحديث عن الموت بتلك الشاعرية التي وجدتها في الحكاية جعلني أتساءل حقًا كيف فعلها الكاتب؟ كيف استطاع أن يعكس رؤيتي عن الموت والغياب، وكيف منحني هذه الفرصة لتأمل معنى الموت وإن كان يوجعني!
ربما تأثرت بتفاصيل كثيرة، وآلمتني تفاصيل أخرى، لكن التفاصيل التي أدهشتني هي ما لن أنساه أبدًا..
لم تشتمل الرواية الحديث عن الموت وحده، بل مزجت بين الموت والحياة ليس كمفهومين متضادين بل متكاملين؛ ففي الموت تبدأ حيوات جديدة..
ولم تنتهِ عند هذا الحد؛ إذ أصر الكتاب على نقل الحكاية كاملة كما يليق بأصحابها، فلم تخلُ من الحديث عن الصداقة والونس وأثرهما في حياتنا؛ أثرهما الذي بإمكانه أن ينتشلنا من غرقنا ويسحبنا لنتذوق النجاة، والحب.. ونتعرف على أنفسنا كما لم نعرفها من قبل!
لديّ الكثير والكثير مما أرغب في كتابته عن هذه الرواية لكنني سأكتفي بذكر أنها أخذتني بسحرها نحو عالم أردت لو كان بإمكاني اكتشافه والغوص فيه، وتمنيت حقًا لو كنت جزءًا من الحكاية..