الموت عادة يومية > مراجعات رواية الموت عادة يومية > مراجعة DoaaSaad

الموت عادة يومية - شكري سلامة شكري
تحميل الكتاب

الموت عادة يومية

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

الموت عادة يومية

شكري سلامة شكري

186 صفحة

بيت الحكمة للثقافة - Baytelhekma

2025

بين فلسفة الفقد، ورمزيات الحياة والموت، نكتشف أنفسنا من جديد

تأتي الرواية كرحلة فريدة بين خبايا النفس البشرية، والقدريات المحتمة، والرموز التي تغلف الواقع بالحكمة والتأمل.

الرواية تتكون من ثلاثة عشر فصلًا، كل فصل يحمل عنوانًا يوحي بمحتواه، كأنها إشارات مبكرة لما ينتظر القارئ من تساؤلات وتفكير.

ويؤهله إلى خوض تلك المغامرة وهو يمتلك علامة للتنبؤ بما هو مقدم عليه ،أننا بصدد حكاية فلسفية ليست كمثيلاتها من الحكايات فهنا تمتزج لباقة السرد مع بلاغة التعبير ويتم زرع هذا المزيج فى تربة خصبة إلا وهى مخيلة الكاتب.

منذ الصفحات الأولى، يدرك القارئ أن هذا العمل ليس من النوع المعتاد؛ فالسرد يأتي بأسلوب فلسفي عميق يتطلب انتباها وتركيزًا، وربما أكثر من قراءة لفهم بعض اجزاءه المتداخلة.

وهو ما يجعلني أرى أن الرواية ليست موجهة للقارئ الذي يفضل الحبكات البسيطة المباشرة، بل لمن يحب الغوص في المعاني، وتأمل الرموز، والتوقف طويلًا أمام كل فكرة مطروحة.

تدور أحداث الرواية حول عائلة مميزة تحمل كتابًا أخضر، كتابٌ غامض يحدد ملامح مستقبلهم المجهول، وتملك هذه العائلة قدرة خارقة:مثل معرفة من سيموت قريبًا.

هذه الموهبة مع موهبة الروئا، التي يمكن أن تُعد نقمة أكثر من كونها نعمة، تشكل الهيكل الاساسي للعمل.

هي ما تفتح باب الأسئلة الوجودية أمام الشخصيات، وأمامنا كقرّاء: كيف نعيش إذا عرفنا من سيموت؟ وكيف يمكن ان نفهم الحياة إن كنا نمتلك مفاتيح نهاياتها؟ أو حتى نمتلك القدرة على معرفة وقت انتهائها؟

تتداخل الرمزيات في الرواية بشكل مكثف جدا ومدهش.

القرد الذي يحمل الموت بالرغم من حيويته المفرطة ولا يخشاه، البحر الذي نسبح فيه بلا خوف وكأنه الحياة والموت معًا، الحب الذي يتجاوز المنطق، والتيه الذي يقود إلى الحقيقة، كلها رموز تنفتح على أكثر من قراءة.

شخصيًا، لم أتمكن من فهم كل هذه الرموز منذ البداية، ربما لأنني لا أميل بطبعي إلى الروايات ذات الطابع الفلسفي، لكني وجدت نفسي أنجذب تدريجيًا نحو دهشة التأمل، وعمق الطرح.

واحدة من أجمل محطات الرواية كانت تجسيد الكاتب لفكرة التقبل، حينما نرى والدة "عمر" وقد استطاعت مع الوقت أن تتعايش مع فقد زوجها.

لم يكن تقبلها استسلامًا، بل كان نوعًا من السلام الداخلي، ذلك السلام الذي لا يأتي إلا بعد صراع طويل مع الحزن والأسئلة التي لا إجابة لها.

هذا النموذج يشكل تيمة الرواية الأساسية ويوضح غرض العمل فى القبول والرضا بمصاب الحياه والموت

وهنا الموت ليس فقط فراقاً ، بل تجربة إنسانية، قد تكون أرحم من بعض أنواع الهجر.

الكاتب لم يكن مشغولًا برسم قصة تقليدية بقدر ما كان حريصًا على فتح باب واسع للتأمل.

قدم لنا عملًا يحمل في طياته فلسفة الحياة والموت، دون أن يعظ أو يفرض رؤيته، بل جعلنا نسير مع الشخصيات وننضج معها، حتى نصل في النهاية إلى قناعة بأن الموت، رغم قسوته، قد يتحول إلى عادة يومية نعتاد على مرارتها، كما نعتاد على الحياة ذاتها.

وقد يكون ايضا ليس ابشع أنواع الفراق كما يظن الكثير.

في النهاية، أرى أن الرواية عملٌ ثقيل في مضمونه، عميق في أسلوبه، لا يُستوعب من القراءة الأولى، لكنه يترك أثرًا لا يُنسى.

أوصي به لكل من يحب قراءة ما بين السطور، ولكل من يبحث عن رواية تهزه من الداخل وتدعوه للتأمل، لا فقط للتسلية.

ما_وراء_الغلاف_مع_DoaaSaad

الموت_عادة_يومية

شكري_سلامة_شكرى

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق