الموت عادة يومية > مراجعات رواية الموت عادة يومية > مراجعة sarah kassabi

الموت عادة يومية - شكري سلامة شكري
تحميل الكتاب

الموت عادة يومية

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أرشحها للجميع..وبالأخص ممن عانوا من فقدان عزيز كل الشكر لهذه الكتابة العظيمة.

انتهيت للتو من قراءة هذه الرواية البديعة، والتي خط كاتبها كل حرف برسم شاعري، لم تكتب هذه الرواية بمداد عادي كُتبت بالقلب ومن القلبِ، كيف يمكن أن يخوض عُمر بطل هذه القصة رحلة مريرة من تتابع الفقد ويظل مكافحًا مستمسكًا بالحكاية، البطل الذي حارب الموت بإحياء الذاكرة بالكلمات، بالقصة، بالتكرار، حتى وإن كان الموت عادة يومية سيعيش غائبيه في حكاوي الذاكرة، ليردد كل يوم "كان يا مكان يا سعد يا إكرام" وتصبح كل الأشياء نافذته التي تتدفق منها الأماكن والذكريات،فالذاكرة هي توأم الخيال وهي الملاذ الأخير حينما نغوص في بحر النسيان.

" فأنا أستطيع تقبل حقيقتي الخرافية، إن كان أحدهم يشاركني في تلك الحقيقة".

‫ "فهذا ما أظنه، فإن تقابل شخصان على المستوى نفسه من الخرافة والغرائبية؛ أفلن يكونا واقعيين بالقدر الكافي الذي يجعلهما يتناسيان حقيقتهما الخرافية؟ وربما سيكون علينا -نحن الخارجين على هذا الإطار الخرافي- أن نكف عن اعتبارهما غير حقيقيين!".

:" يكمل يوسف كلامه: "تتذكر حين قلت أنك طرت صدقتك، لِمَ لا؟! البشر يطيرون أحيانًا!".

‫ ترد عليه بابتسامة، وأنت عاقد يديك أسفل رأسك فوق قدمه: "وأحيانًا يسقطون من السماء".

____

-'في هذا الحوار الدائر بين البطل وصديقه يوسف، تظهر قيمة المؤانسة والمشاركة الإنسانية؛ فهذا الصديق، الذي طالما شارك صديقه أحلامه وطموحه، بل هو بلسانه من شهد لصديقه بقدرته على الطيران بينما كذَّبه الآخرون.

هذه القيمة الإنسانية أكدها النص وكرر التشديد على أهميتها في مواجهة الحزن؛ فظل الموت شبحًا يطارد البطل أينما ذهب، وتحل به ذكرى من مات، بينما تغيب الآلام في حضور يوسف، الصديق الرفيق المتحدث، الذي بحكاياته وفلسفته الخاصة يُبهر عقل وقلب صديقه عُمر، حتى نجد أن في تلك الساعات تنتهي عذابات نفسه، حتى وإن راودته فجأة، يكفيه أنه بحضور يوسف، يمكنه أن يبيح بما في قلبه، مؤمنًا:

"أن البكاء ليس عيبًا في حضرة الأصدقاء، وأن الدموع يمكنها أن تجري متى شاءت، وأن القلب يجب أن يستريح متى أحب أن يستريح".

كان يوسف رمز الونس الحقيقي؛ إذ يعلم عن صديقه عُمر كيف ينتشله من الألم.

عُمر ينجو بالحكاية...يوسف كان يعرف الدرب إلى قلب عُمر.

كان يحكي، يحكي كثيرًا، فتذوب الأشباح التي تطارده، وتغيب ملامح الموتى الذين يسكنون ذاكرته.

مع يوسف، كان البكاء طقسًا مقدسًا، لا عيب فيه، وكانت الدموع تنساب حين تريد، وكان القلب يستريح حين يحب أن يستريح.

لأن دومًا، الحكاية تضمن لك الخلود.

فيبدأ يوسف قائلاً:

"سأحكي لك الحكاية... كان يا مكان، يا سعد يا إكرام..."

فيرد عُمر:

"يارب ما تجعلها حكاية خالدة...".

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق