اقتباسات من رواية جنازة السيد قط

‫ «لأنكم لا تعرفون الحقيقة. السيد قط لم يكن طاغية كما تعتقدون، بل كان سيدًا للسلام، قبل سنوات طويلة، وقّع اتفاقية مع الفئران تُجنّبهم المذابح مقابل تقديم بعض صغارهم لإطعامه. كانت هذه الاتفاقية سرّ سلام إيرامورا».

تنهدت العجوز ثم قالت: «لا أظن ذلك، لكنها فرصة جديدة لتعلم الدروس. الحياة تتغير، والذكريات قد تكون عائقًا، أو قد تكون دروسًا. الاختيار دائمًا لنا، مهما كانت الظروف».

لم تكن هذه الرواية عن انتصار القط على الفأر، ولا عن انتقام الفأر من القط. إنها عن الحياة التي تكمن في تفاصيل المطاردة، عن الإيقاع السري الذي يحرك الكون في صمت، عن لعبة يبدو أنها بلا نهاية لكنها تحمل في طياتها معنى كل شيء.

إلى القطط التي تحمل في عينيها يقظة الصياد، وفي خطواتها صمت الليل وسرّه، إلى تلك النفوس التي تراقب بحذر وتتحرك بحسم، تُعلِّمنا أن السعي جزء من معنى الوجود.

‫ وإلى الفئران، تلك الأرواح الصغيرة التي تتسلل عبر شقوق العالم، تقاوم الخوف بالمكر، وتبحث عن الحياة في أدق تفاصيلها، تُذكرنا بأن البقاء ليس حكرًا على الأقوياء، بل هو نصيب من يملك الشجاعة والإصرار.

«أيها الفئران، اليوم ليس يومًا عاديًا. اليوم نبدأ صفحة جديدة، لا مكان فيها للخضوع، ولا وجود فيها للخوف. نحن لن نكون تابعين للقطط أو للبشر بعد الآن. سنكون أمة عظيمة تُهاب ويُحسب لها ألف حساب».