اقتباسات من رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء

لملمتُ نفسي داخل عاهتي وعدتُ إلى حيث جئتُ.

وانطفأ بريق عينيها كطائر مغدور،

ولكنه راح يُحَوْقِل ويُهَلِّل ثم استسلم لعَجْزه، ودعا الله لها، وتناول النقود من الأم المكلومة، وانصرف!

‫ أهدي هذا العمل إلى كل مُعْتَنِقِي الفلسفة الوُجُودِيَّة ولو بمَحْض الفطرة، لولاكم لهلكنا!

نصحني أخي «فخر» في مكالمة مطولة بأن أعقد لساني للخلف حتى لا تصل للكلاب أطنان الأدرينالين المنبعث مني فتَفْتِك بي.

بنهاية كل جلسة، وبعدما تنال المبارزة من الجميع، يفترشون أرضية الحديقة ليتناولوا العشاء الذي يكون دسمًا لتعويض شقاوة اليوم

‫ لأتفادى فضيحة العلكة، صرتُ أمشي بمحازاة سور المدرسة التي يعمل بها الأستاذ «منصف» الطفيلي الأعظم هنا،

تهاوت علاقة أبينا بنائل على مراحل، كانت أُولاها في أثناء طفولته؛ إذ عُوقب على ما لم يرتكبه،

كلفني انتمائي لوجودكما، حتى في عز الغياب، مشاركتكما لي كل لحظاتي في المطبخ، وفي صرير الكرسي المتحرك الذي هجرته، وفي أثناء انهمار المطر من خلف النوافذ،

هكذا ظللنا، مئات الخطبات التي لم تتمَّ، وعشرات القصص انتهت قبل أن تبدأ،

أنت يا فلان، ظهرت أخيرًا نتيجة الاختبار: حنلجأ في حالتك أنت وخطيبتك إلى الأعمال البحرية، أنت يا محظوظ، مبارك عليك، مش حتحتاج أكثر من فتح مقابركم لنا عشان نعملكم عمل مقابر إنما إيه»!

‫ كانت العلاقات تستمر لنقطة يوم كتب الكتاب في أفضل الظروف، ولكن ليس اعتمادًا على الأحجبة فقط، فلكل شيء ثمنه؛

‫ كانت أخبار فشل الزيجات وعدم اكتمالها هي حديث الناس وشغلهم الشاغل ربما أكثر من قصص الزواج نفسه،

الدهشة هنا لها أصل وسبب؛ فقبل زمن طويل كانت القرية تقدِّس أمور الزواج ومتطلباته،

‫ لم يصدق أحد من عقلاء القرية ما حدث، ورغم ذلك كان الشك يجري على أشد ما يكون، في شوارع القرية ودروبها،

تلك الحكايات التي تحوَّلت مع مرور الوقت إلى أساطير بأن نادتهما النداهة وهما على الطريق فهرعا إليها تاركَين الجمل بما حمل

نحن لا ندرك مفهوم دوران شريط ذكرياتنا وما يتبعه من توثيق أحداثها إلا حينما نتعامل مع ذواتنا مثل مجموعة من ملايين المشاهد السينمائية،

‫ لم أتخلص يومًا منذ ما يقارب عقدًا كاملًا من شظايا ما اقترفتماه من دون قصد في حقي، ذهبتما هكذا وتركتماني علكة للهمز واللمز والتدخل السافر السافل من كل الكائنات في جميع أموري!

كلفني انتمائي لوجودكما، حتى في عز الغياب، مشاركتكما لي كل لحظاتي في المطبخ، وفي صرير الكرسي المتحرك الذي هجرته،

❞ لم يصدق أحد من عقلاء القرية ما حدث، ورغم ذلك كان الشك يجري على أشد ما يكون، ❝