اقتباسات من رواية أشجار لا تظلل العاشقين

هناك مصابيح في القلب إذا تهشمت لا تضيء بعدها أبدًا.. الثقة أحدها.

ليس كل سكوتٍ علامة رضا.. لكن كل سكوت علامة عجز عما ثقل على ألسنتنا فأكرمناه بالدفن داخل صدورنا..

«احذر ما تتمناه!»، طالما سمعت هذه الحكمة الشهيرة من قبل والآن تكتوي بمعناها.. ليته ظل أمنية! ليته بقي حلمًا!

«الحب يختار عبيده، والكبرياء تصطفي أسيادها، وبينهما خيط رفيع يسير عليه القليل ممن يجيدون الموازنة بينهما.. القليل.. القليل جدًّا».

«السكوت علامة الرضا»! الحمقى! ألم يسمعوا عن صمت المقهور.. المترفع.. الصبور.. المشمئز.. والزاهد؟! ليس كل سكوتٍ علامة رضا.. لكن كل سكوت علامة عجز عما ثقل على ألسنتنا فأكرمناه بالدفن داخل صدورنا.. كما يليق بعزيز موتانا.

لماذا كنت أسامحها كل مرة؟! لأنه لا أحد يهجر شجرته فقط لأن أوراقها تتساقط في الخريف! كل الأشجار كذلك! من مِن النساء بلا عيوب؟! وحدها أمي كانت بريئة لأنها فقدت عقلها!

يومًا ما ستكبر يا صغيري! ستعرف كل أنواع المشاعر لكن أقسى ما قد تواجهه هو الغدر..

هل تخُزنا نعومة الحنان أحيانًا كأنها نصل حاد؟! ربما عندما تذكرنا بما فقدناه وافتقدناه! تعرف هذا الجرح الدفين داخلك والذي يجعلك كلما تصطدم بلطف أحدهم تريد أن تهز كتفيه بقوة هاتفًا: «هل أصدقك؟! أنت حقيقي؟! أم أنك فقط تنتظر الفرصة

المرأة في نظرهم يقاس نجاحها بقدرتها على الحفاظ على بيتها. بهلوان لا بد أن يجيد ترقيص عدة كرات بين كفيه في آن واحد ويا ويله لو سقطت منها واحدة! كانت أمي تدرس وتعمل وترعى البيت وتربيني لكنها أسقطت كرة الزوج

يقولون إن جدرانه تعزل صوت الضحكات لكنها لا تعزل صوت الأنين والصرخات.. يقولون إن زجاج نوافذه غير قابل للكسر لكنه يحتفظ بخدوشه كمسخ مشوَّه.. يقولون إن الزهور لا تبقى في حديقته أبدًا.. تذبل على أغصانها من أول يوم.. ويقولون إن أشجاره وارفة الظل خادعة المظهر.. فلا يكاد يستظل بها عاشق إلا تجردت فوقه من أوراقها لتلقيه فريسةً لحُرقة الشمس.. كأنه في شريعة البيت جريمة أن تظلل أشجاره عاشقين!

❞ بل كأن الجمال قبلك كان يجرب ويتمرن حتى إذا سكنكِ احترف وأتقن. ❝

هاهنا بالضبط تمنت أرجوان «الحب»، صابرينة «العائلة»، تيوليب «المال»، وبانسيه «المساواة بشقيقها الرجل»، فتبخرت جميع أمانيهن، ذرَّتها الرياح فصارت هباءً منثورًا!

أحيانًا يكون الاعتياد أقوى أعداء النفس.. القالب الجاهز أكثر أمانًا من الانسكاب في وعاء غريب.. وأحيانًا تكون زلة قدم واحدة كافية ليجد الواحد نفسه متدحرجًا في طريقه من القمة إلى القاع بسرعة لا تكفي للتوقف.

لم تكن تعلم أن هذا سيفتح لها بابًا في عقل مختل مثله لا يرى في النساء إلا كما علمه أبوه.. منشفة يمسح فيها يديه بحرص يشبه الحنان ثم يلقيها غير مكترث بما تركه عليها من دنس!

هناك مصابيح في القلب إذا تهشمت لا تضيء بعدها أبدًا.. الثقة أحدها.

كلنا أسيرات ظلم بيت الكرملاوي.. لو سألت أي واحدة فينا لماذا لم تهرب؟! لم تتمرد؟! لكانت الإجابة واحدة: «أنتم ضيقتم الدنيا في أعيننا حد أننا لم نعد نرى باب الخروج!».

تعلمين مكانتك عندي! أنتِ لست زوجة ولا حبيبة.. أنت عمري كله.. صرخاتي وضحكاتي ورغباتي وأحلامي وآلامي ومخاوفي.. أنت تاريخي كله منذ طفولتنا! نعم.. أعترف أنه قد دخلت حياتي امرأة بعدك.. لكن هل كانت هذه خيانة؟! لا.. ألف لا.. مهما قلنا غير ذلك.. أنا وحدي أعلم.. هي فقط مجرد عابرة سبيل وأنتِ البيت والمأوى.. لم أخنكِ.. لم أسلم قلبي لأخرى لكن أنتِ فعلتِ!

- حقك عليَّ!

‫ كيف لبضعة أحرف أن تعيد لها إحساسًا فقدته من زمن؟! لم يقل «آسف» أو «أعتذر»، وربما لو فعلها لما أحدثت بها هذا الأثر! «حقك عليَّ»! لا تذكر متى قالها لها أحدهم آخر مرة؟! متى تكفل أحدهم أن يكون لها هي حق عليه؟!

عندما يكون الشوك آخر ما بقي من الزهر.. فلا تسأل عن العطر.

يستخرج من جيبه علبة قطيفة صغيرة، يفتحها لتبدو لها هديته، سلسلة فضية شديدة اللمعان أو ربما الوهج من روحه هو يتألق على سطح روحها، دلايتها بشكل غيمة يتدلى منها ما يشبه ثلاث قطرات من مطر!

‫ - ثلاث قطرات بثلاثة حروف تساوي اسمي.. وقلبي.. وعمري.. أمنحها كلها لكِ.