اقتباسات من كتاب أسرتي السّامة .. وداعًا

حديقة النرجس هي الأماكن والمساحات النفسية التي يمارس فيها المربي النرجسي نرجسيته دون رقابة أو خوف من أن يراه أحد، أسوار هذه الحديقة عالية جدًا، لا تسمح للمارة خلف أسوارها أن يروا ما يحدث بداخلها.

النطفة هي أكبر هموم هذا المجتمع 👌

يتعلم أطفال النرجسيين خفض سقف توقعاتهم من أهلهم كثيرًا حَتَّى يسقط هذ السقف فوق رؤوسهم ويحطمها، حينها يتعلم الطفل ألا يتوقع أي شيء على الإطلاق.

لماذا؟

لماذا أنجبتمونا؟

لماذا لم تعطونا الحب الذي كنَّا نستحقه؟

لماذا بخلتم علينا بالعطف ومنعتم عنَّا الضمَّة الحانية؟

لماذا استمتعتم برؤيتنا نكره أنفسنا يومًا تلوَ الآخر؟

لماذا رأيتم كل علامات التعاسة و الألم و القهر تعلو وجوهنا وتسرح في أجسادنا الضعيفة الصغيرة ولم تتعاطفوا معنا للحظة؟

لماذا كنتم السبب في أن تضيق علينا الدنيا بما رحبت؟

لماذا لم نجد منكم غير الصدود في كل مرَّةٍ مددْنا أيادينا إليكم؟

لماذا تمنَّيْنا اليُتمَ في حضرتكم؟

كتابٌ لكلِّ من نشأ وحيدًا رغم زحام أسرته من حوله... أنتَ لست وحدك!

طريق الأمل مفتوح لكم ما دمتم أحياءً ترزقون فإن الله لم يَضع هذا الكتاب بين أيديكم عبثًا.

وقد تتأرجح صور الماضي أمام تقدمي وقد تربكني الأصوات القديمة لكني سأستمر في تقدمي وسأكمل طريقي وسأصل حتمًا لمبتغاي.

أنا مسؤول عن حياتي لن أجعل آلام الماضي توقفني وتُشكل مستقبلي، سأنجو بنفسي وبحياتي وبأحلامي وسأقف على أرض صلبة، سأحيط نفسي بالمحبة، سأحب نفسي وبيتي وشريك حياتي وأولادي وسأصنع لنفسي حياة أحبها، سأنجو بنفسي وبكل ما ومن أهتم بهم لبر الأمان

كرروا معي هذه الجملة:

‫ أنا ناجٍ لا ضحية

‫ أنا ناجية لا ضحية

‫ أنا ناجٍ لا ضحية

‫ أنا ناجية لا ضحية

وإن كنت محاطًا الآن بأصدقاء جيدين أو تعيش علاقة حب أو تنعم بزيجة صحية، فعليك أن تكون فخورًا جدًا بنفسك أنك استطعت الوصول لعلاقات جيدة رغم نشأتك في منزل محطم وأسرة حاولت تدميرك.

وإن كنت تعيش وحدك الآن فيجب أن تكون فخورًا بنفسك أنك فضلت معاناة الوحدة عن معاناتك التي عشتها في حديقة النرجس.

إن كنت كاسرًا للحلقة فيجب أن تكون فخورًا بنفسك أنك حاربت تلك الظلمات التي انتشرت بداخلك وتوغلت حولك وأنك قد تمكنت أخيرًا أن تقف وتبحث عن سلامك بيديك.

أنت ناجٍ لا ضحية

أتدرون ما هو الأهم في خطوة التعافي؟

‫ أن أسامح نفسي…

‫ أسامحها على صمتها أمام الظلم لفترات أطول من اللازم…

‫ أسامحها على عدم فهمها لبواطن الأمور في وقت أبكر…

‫ أسامحها على صبرها وبكائها ودموعها في ليالٍ كان الألم رفيقها…

‫ أسامحها على أي قرار أحمق قد اتخذته تحت وطأة ما تعانيه، كتفكير في انتحار أو أذى أو علاقة سامة دخلتها لتهرب من نيران حديقة النرجس وقاطنيها…

جملة: ”سامح لتنسى” أو ”عليك أن تسامحهم حَتَّى تتجاوز ألمك”.

‫ وإني لأجد أن ربط وتعليق التجاوز والسلام النفسي بمسامحة الظالم لهو أمر شديد الظلم والجور.

‫ هل يصل بعض الأشخاص لراحة وسلام بعد مسامحتهم وتجاوزهم عمن ظلمهم؟

‫ نعم.

فهدفنا الرئيسي هو النجاة لا الانتقام، إن مشاعر الانتقام كفيلة أن تدمر سلامنا النفسي الذي طالما حلمنا به.

وصولك لبر الأمان كان نتيجة جهدك ومثابرتك

‫ لا تدمر سلام نفسك من أجل من دمر سلامك

ما أخبركم به هنا ليس تخمينا إنَّمَا هو أمر شائع عند بعض النرجسيين، بل إن بعضهم يحضر جلسات العلاج النفسي مخططًا لتعلم كيفية السيطرة على ضحاياه بشكل أفضل وكيف يتمكن من إخفاء حقيقة مشاعره ونواياه تجاههم.

وفر طاقتك لنفسك، فلربما مازال أمامك الكثير من الجلسات والقراءات والأشياء التي تحتاجها نفسك للتعافي والشفاء، تلك هي أولويتك القصوى بدلًا من الانخراط في إنقاذ من دمرك منذ البداية وإهدار طاقتك عليه.

‫ توقف عن الشعور بالذنب تجاه الآخرين، أنت لست مسؤولًا عن علاج مربيك النرجسي، كما أنك لست مسؤولًا عما يشعر به من حزن، وإذا كان رافضًا للعلاج والاعتراف بمشكلاته فلست مضطرًا لمسح دموعه المنهمرة على وجنتيه.

أن إجبار ضحايا الإساءات الأسرية على تقديم مسامحة وغفران لم يطلب منهم لهو إجراء ظالم لا يقل ظلمًا عما عانوه في حياتهم.

فالصوت بداخلك كان صوت مربيك النرجسي لا صوتك.