اقتباسات من رواية دفتر ناعوت 2: ربما

الغيب هو أكبر النعم دون أن ندري. فلو نظرت خلف الستار، لو اطَّلعت على الغيب، ورأيت نتيجة محاولتك لما فعلتها، سواء أكانت ناجحة أم فاشلة. وكيف تفعل شيئًا تعلم مسبقًا أنك ستنجح أو ستفشل فيه.

يأتيك القدر ببشرى أن موعدك بعد حين

‫ بعد لحظة.. بعد يومٍ.. أو بضع سنين

‫ لكني سأرحمك من الحيرة.. من جحيم الاختيار

‫ سآخذ بيدك إلى الجنة.. وأذهب بنفسي إلى النار

"الفُراق.

‫ لماذا تهدينا الدنيا أشخاصًا نحبهم ونتعلق بهم ثم تحرمنا منهم بلا سبب؟

"سيأتي يومٌ يجري فيه القعيد..

‫ ويصير الأعمي بصيرًا..

‫ عانق من تحب ولو وسط الدمار..

‫ فربما كان الأخيرَ".

‫ … الغيب هو مهد الأمل وكلمة "ربما" هي ما تجعلنا نسير.

لو سألتهم الآن إن كانوا يريدون إنهاء حياتهم بلا عواقب ولا ألم، لصرخوا وقالوا نعم. لكننا حقًّا لا نريد أن نموت، رغم الوجع واليأس، رغم الإحباط والخوف. فقط أعطنا أملًا في غدٍ أجمل وسنتعلق به كالأطفال، سننسى كل الإساءة التي عاملتنا بها الدنيا و… نبتسم.

عشرات من البشر ملتفون حول كلبة تُحتضَر، يحاولون بكل الوسائل إنقاذها. هذا هو ما كان ظاهرًا على السطح. أما الواقع، أما حقيقته، أما ما هو أعمق من هذا، فقد كان شيئًا آخر.

‫ من منا لا يتمنى أن يعيد الزمن نفسه ليصلح ما أخطأ؟ لينقذ من خسر؟

ألم يخبرونا أن الألم يقل بمرور الأيام؟ أن "الإنسان" من "النسيان"؟ لماذا إذن كل هذا الوجع الذي أشعر به؟

‫ أم إن "الإنسان" من "الأُنْس"، من "الصحبة"… التي تركتني.

هل الحل أن نكون بلا مشاعر؟ أن نكون بقسوة الحديد كي لا ننكسر؟ أن نقتل عواطفنا وندفنها كي لا تسبب لنا ألمًا؟

الدنيا يا سيادة اللوا بقى فيها كمية ألم وقهر لدرجة إن الجماد ابتدى يحس. الجمادات اللي بتتحرك وبتدب فيها الروح بتبقى اختزنت حزن ووجع رهيب، وبتطلعه بطريقتها.

الدنيا يا سيادة اللوا بقى فيها كمية ألم وقهر لدرجة إن الجماد ابتدى يحس. الجمادات اللي بتتحرك وبتدب فيها الروح بتبقى اختزنت حزن ووجع رهيب، وبتطلعه بطريقتها.

ندبة أخرى من تلك التي تشوه روحي.

… الغيب هو مهد الأمل وكلمة "ربما" هي ما تجعلنا نسير.

الحرية. دفتر به صفحة بيضاء ناصعة وأخرى سوداء كالليل، ولك مطلق الحرية أن تختار الكتابة على أيهما.

ولو لم يكن هناك خطأ وخطيئة، لما كان هناك صواب وغفران.