اقتباسات من كتاب ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي

الذكاء ليس كله من الممكن اصطناعه.. وبعض الذكاءات لا تُتوارث ولا تُدرَّس، ولكن تُعاش، ولا تنمو إلا حين تُروى.

كبرتُ واكتشفتُ أن الطريق المختصرة كانت تحت قدمي، ولا أحتاج إلا للقليل من الرتوش، وإلى استعارة المحسنات لأصبح كعرائس المولد، وألفت نظر الرجال أصحاب الأعين الفارغة الذين يمرون بأزمات منتصف العمر.

فقط كائنات البحر وجدت لي منفعةً بعد أن عشتُ عمري كله دون نفع.

ولكن حتى العفو لم يكن اختياري كسائر عمري الذي لم أختَرْ فيه شيئًا.. كلباس العيد الذي كان يجود به عليَّ أصحاب الفضل في الملجأ.. لم أختره يومًا.

يخبو الصراخ في استسلام ، لا أدري أأبكيه أم أبارك رحيله، ما قيمة التمسك بحياة لا قيمة لها؟ لم يكن لأي منا قيمة في الحياة فلم يكون لنا وزن عند الممات؟؟ أمثالنا ينفق فلا يبكيه إلا من لم يفتت على جثمانه.

ويُطلب منك أن تتوب إلى الله.. وسأكون هناك أختصمك وأدعو ألا تهنأ في نوم ولا في يقظة.. الوداع.

القتل بالشغف؛ لأن القاتل مارس عنفًا شديدًا مباشرًا وكأنه يكنُّ من الكره ما يملأ خزائن..

لن أدعك تعيش حياة جديدة لأن جسدي الملقي في ذات المكان الذي كان يجمعنا كعاشقين سيتكلم وسيروي كل الحكايات.. ستتحدث الكدمات التي أحدثتها أناملك على رقبتي..

«قتلتِ وأنتِ تدافعين عن نفسك كأسد وقع في الشِباك»

«سلام عليك سيدتي أنا بجانبك وسنأتي بالعدل معًا»..

«إن هي إلا أيام وأعود».

«أشعر بأن الهياكل العظمية في معملي لديها حكاياتٍ لتبوح بها، ويعتمدون عليّ لسماع بكائهم الصامت وهمساتهم وترجمتها للأحياء»

ما زلت جميلة حتى وأنا مقتولة، ولكني باهتة شاحبة تكسو جسدي آثار عراك شديد،

أُخبركِ بأنني أحببتك أكثر من نفسي.

‫ «لا أريد شيئًا.. فقط كن سعيدًا..»

«أعْطِ نفسك وقتًا للحياة».

ما الذي يدفع شخصًا ما إلى الرغبة في رؤية انعكاس صورته وهو يموت؟

أنا جئت ورحلت ولم أترك لقدميَّ أثرًا.

عرفت أني فقدتُ اسمي، وأصبح اسمي الآن: «المذكور.. الجثة.. المتوفى»…

هل هناك حياة أخرى بعد الموت؟

كنتُ كالغريق دون بحر، أعافر من أجل الهواء