اقتباسات من كتاب أنا وأنا التي أكره

‏صغيرتي أنا.. ‏

‫ ‏سلام ومحبة ‏

‫ ‏أما بعد.. ‏

‫ ‏هذا الصباح ‏

‫ ‏قلت لنفسي أن شعلة النور حتى وإن خفتت ‏

‫ ‏فهذا لا يعني أنها أصبحت شيئًا غير شعلة نور ‏

‫ ‏وأن الفراشة في طور الشرنقة تظل فراشة ‏

‫ ‏وأن الشمس وراء الغيوم الكثيفة جدًا تظل شمس ‏

‫ ‏وأن أنا رغم كل شيء أنا ‏

‫ ‏خلف النوافذ ‏

‫ ‏في قلب الظلام ‏

‫ ‏حتى على الحافة وما بعدها أنا أنا ‏

‫ ‏فلا خوف من غد ‏

‫ ‏ولا بؤس من البارحة ‏

‫ ‏ما دمت أنا ‏

لا أحتاج لأفعال كبيرة ‏

‫ ‏وكوارث كونية ‏

‫ ‏وخيانات عظمى ‏

‫ ‏كي أنكسر كلي إلى نصفين ‏

‫ ‏قد يهزمني رضيع جاء الدنيا منذ بضع ثوان ‏

‫ ‏قد تجرجر روحي على الطرقات فتاة لم تبلغ الثامنة بعد ‏

‫ ‏معقودة ضفائرها بإحكام ‏

‫ ‏قد تصفعني ذكرى ‏

‫ ‏فتشطرني من أول رأسي حتى أصغر أظافر قدمي ‏

‫ ‏رغم توقع الجميع أني حتمًا وطبيعي ومنطقي أن أكون نسيتها ‏

‏أحتاج أن أتفكك وينزع من روحي الحزن نزعًا ‏

‏الذي يحاول أن يفهم يحزن ‏

‫ ‏يصبح للسعادة مفهومًا أعمق ومعقد أكثر ‏

‫ ‏فلا اللون الأخضر أصبح يبهجني وما عدت ألتقط صورًا للسماء ‏

‫ ‏أشعر بضيق غريب حتى في متسع البحر ‏

‫ ‏أبحث ‏

‫ ‏وأبحث ‏

‫ ‏ومن كثرة بحثي أظن أني أضعت نفسي ‏

‫ ‏لا أجدني ‏

‫ ‏ما زلت أبحث عن أشياء لم أفقدها ‏

‫ ‏وما زلت ألهث راكضة لمرفأ سلام ‏

‫ ‏ولم أصل ‏

‫ ‏عسى ‏

‫ ‏هل أصل يومًا! ‏

‫ ‏لتعلمي جيدًا أن المشاهد التي تمر عليَّ يوميًا ‏

‫ ‏أحملها في قلبي ‏

‫ ‏المحزن والمفرح والغريب والطيب ‏

‫ ‏أحكيها للحائط المقابل لي، فما عدت أجيد التحدث للبشر ‏

‫ ‏لم أعد أجيد ترتيب الكلام وإفراغ المشاعر بصوتي ‏

‫ ‏أتحدث فقط بصمتي وأحيانًا بحروفي ‏

الخطوات الثقيلة ‏

‫ ‏ثقيلة جدًا ‏

‫ ‏فقط لأني أحملني ‏

لا أحد يفوقني براعةً في الانتظار ‏

‫ ‏أنتظر ضمة ‏

‫ ‏أو ‏

‫ ‏سؤال ‏

‫ ‏أو ‏

‫ ‏نظرة ‏

‫ ‏أنتظر أحدهم يربت على كتفي ‏

‫ ‏فأنقسم لأجزاء متناهية الصغر ‏

‫ ‏وتطير خلاياي كزهرة هندباء بيضاء ‏

‫ ‏تطير بعيدًا ‏

‫ ‏وتتلاشي ‏

‫ ‏أتلاشى ‏

‏وها أنا أجلس جانب الحائط أسترق السمع ‏

‫ ‏لعلي أسمع خطوات القلق وهو يبتعد ‏

جرحها المفتوح ينزف دائمًا ولا يلتئم

‫ صنع بسكين جراح لا يفقه كيف يكون الجرح جرحًا

شعركِ الخفيف يلمع في ضوء القمر ‏ ‫ ‏تقشرين السياج الحديدي كقشرة برتقالة خضراء ‏ ‫ ‏وتفتحين النافذة على مصرعيها ‏ ‫ ‏وتناديني ‏ ‫ ‏تناديني تناديني ‏ ‫ ‏فانتبهت ‏ ‫ ‏ورأيت الشارع القديم والعربة والمارة ‏ ‫ ‏رأيتكِ تضحكين بحماس

والشتاء ‏ ‫ ‏والشتاء ‏ ‫ ‏كتبت له ‏ ‫ ‏ولها ‏ ‫ ‏لهم ‏ ‫ ‏كتبت للجنون والنضج والعبث ‏ ‫ ‏والنافذة ‏ ‫ ‏والبيت القديم ‏ ‫ ‏كتبت للحروف ‏ ‫ ‏والصوت ‏ ‫ ‏والصراخ ‏ ‫ ‏وغصة الحلق

أشفق عليها كثيرًا

‫ بعض الأوقات تركل قفصي الصدري

‫ يعلو صراخها أحيانًا

‫ يكثر ضجيجها

‫ وتبعثر الألعاب

‫ تسقط السكاكر وتجعل مزاجي دبقًا جدًا

‫ تجن

‫ تحزن

‫ أشعر بها

‫ أسمعها

روحي تهتز مثل بابا صدئ يقف أمام إعصار اهتز

تهتز اطرافي

اصابعي

جبيني

ساقي

هناك كلمات تضج بداخلي لكن لا يسمعها إلاي

فأكررها على نفسي

مازالت تؤلم

مازالت تأكل جدراني

مازلت أبكي دون شعور أمام مشهد فيلم ممل لا يستدعي البكاء