اقتباسات من رواية مرحلة النوم

كأنه بئر وكأنه الحجر الساقط في البئر

في البيت، تصفحت صفحته على فيسبوك، لم تكن محدّثة ولم يكن مسجلًا دخوله. راجعت هاتفها، لا اتصالات منه ولا رسائل.

‫ بعد أيامٍ، تأكد الخبر وعرفت أنها غالبًا لن تراه لفترة، لكنها لم تتوقع أن تطول إلى كل هذا الوقت.

وعلى قدر ما تنزع نفسه إلى النسيان، إلا أن جزءًا آخر منه، يشفق أن تتبخر الذكريات المؤلمة بهذه السرعة، أن تتلاشى مثل حفنة غبار، كأنها مغص عابر أو حمى قصيرة، واعتقد أحيانًا أن نوبات الهلع ربما كانت احتجاجًا على مثل ذلك النسيان والتلاشي.

-حين رأى محتجزين آخرين يلقون بأوراق فيها أرقام ذويهم عبر النوافذ- إن شخصا يعيش في بلد كهذه ليس لديه رفاهية ألا يحفظ أرقام الهواتف غيبًا.

وكان يلخّصها له بالقول إن إمكاناته تسمح بتحقيق“الطموحات لا الأحلام”،

أراد الفرح وأراد الموت، فقد بدا كل منهما رومانسيًا بالقدر ذاته في تلك الأيام،

أخبرته بكل شيء بعد أن عاد إلى ما يسمونه الحرية، كان دوره هو الآن أن يجلس ويسمع، ويحاول تذكر ما يحسه المرء حين يندهش،

وكان يتساءل: هل خطرت فكرة تلك المحاولة لأحدهم من قبل؟ بل السؤال الأصح، هل نجح أحدهم من قبل في مسعاه؛ في إصابة نفسه بالجنون؟ لأنه لا شك أن الكثيرين، عبر المسار المخزي للتاريخ الإنساني، قد رغبوا وحاولوا، ولكن هل نجحوا؟ هل هم حولنا في كل مكان ولا نستطيع أن نميزهم عمن جُنّوا رغما عن أنفسهم؟