اقتباسات من رواية أحلام نائل سويدان

في الحقيقة يا سيدي كلنا أحياء في أزماننا، أموات في زمن أحدهم! ‏

أغمض نائل عينيه، رافعًا وجهه إلى السماء، مستقبلًا رذاذ الأمطار، كأنما يستقبل نصيبه من ذكرياته الذائبة فيها، يستخلص منها ما يمنحه الطاقة للاستمرار في الحياة،

بعض علاقات الحب تنطوي على ما هو أعظم من مشاعر حبيب لحبيبته، تتحوَّل أحيانًا لمشاعر أبوَّة، عندما يحتوي الرجل امرأته، ويمنحها الأمان، تتولَّد كثير من المشاعر، وتزداد ثراءً، وعمقًا، تتحول الحبيبة حينها إلى صديقته وابنته، والزهرة التي رواها فتفتّحت في

ما فائدة الحياة إذًا إن كان مصيرنا هو النسيان؟! ‏

الاحتلال باق ما بق الذهب فإن ذهب الذهب ذهب

لم تذكر المراجع العسكرية قط أن للحصول على لقمة العيش معركة لا بد أن تخاض. لم تذكر كتب التاريخ قط أن النجاح في سد جوع الأفواه الصغيرة الجائعة هو انتصار في معركة خاضها أب مناضل، أو أم مجاهدة. كل متطلبات الحياة والتزاماتها هي في واقع الأمر، حروب عتيدة تطحن عظام الآباء والأمهات يومًا بعد يوم.‏

يبدو أن استراحة المحارب لا تعدو عن كونها عبارة بلاغية، يبدو أن المحارب لا يستريح إلا في استراحته الأخيرة، قَدَرُه القتال حتى الرمق الأخير. ‏

لم تذكر المراجع العسكرية قط أن للحصول على لقمة العيش معركة لا بد أن تخاض. لم تذكر كتب التاريخ قط أن النجاح في سد جوع الأفواه الصغيرة الجائعة هو انتصار في معركة خاضها أب مناضل، أو أم مجاهدة.

المطر.. هو آلة زمن سحرية، تعمل من تلقاء نفسها، تستمد طاقتها من مقبس الذكريات. ‏

‫ ‏لا يعرف أحد علاقة واضحة بين المطر والذكريات، لكنهما توأمان، يمتلك المطر على ما يبدو الشفرة الوراثية للذكريات، ليس عليه سوى أن ينهمر، لتنهمر بدورها، كأنها تابع له لا تعصي له أمرًا، ولا تملك من أمرها شيئًا في حضوره القوي. ‏

‫ ‏لا يدرك أحد لماذا يمتلك المطر هذا السحر العجيب، ولماذا لا يمكن وصفه؟!‏

‏في كثير من الأحيان يخشى المرء مواجهة حقيقته، مواجهة أعماق ذاته، متخفيًا خلف قناع، يسترق النظرات من وراء حجابه. ‏

‫ ‏فخلف هذا الحجاب، يقبع ملاك وشيطان، لا يفترقان عنه، يتصارعان، يتقاتلان، يتجالدان، لكن صراعهما نادرًا ما يطفو على السطح، يظلان متخفيين، متحكمين في الدوافع والأفكار، لا مهرب منهما ولا ملجأ سوى المواجهة. في حين تلك المواجهة إما تؤدي إلى النجاة، وإما إلى القتل.‏

‫ ‏لعبة الموت هي، ولا يمتلك جرأة اللعب إلا شجاع مِقدام أو أحمق مجنون!‏

إن الحكم على الناس يكون بما نعاينه منهم ومن أفعالهم، وإلا كان كل شخص كتب عن نفسه أبياتًا في مدح ذاته، لا أحد يحب أن يكتب عيوبه يا نائل، الجميع سيكتب عن المزايا كأنهم قد أصبحوا ملائكة تسير على الأرض. ‏

هل الشخص هو ما هو عليه أمام الجميع، أم ما يظن نفسه عليه، أعني هل ينبغي أن يكون الحُكم على الشخص للناس أم له هو نفسه. ‏

ذاتك هي عالمك، وعقلك هو محيط كونك، وذكرياتك هي كتاب تاريخه الذي يخصك وحدك، ومشاعرك تلك هي كل إبداعه. ‏

فقط أن تعرف أن عقلك وذكرياتك وأفكارك هي ملك لذاتك، وأن تدرك أن ذاتك هي العالم الكبير الذي يجب أن تبحث عنه، وتقدّره، وتكتفي

القبور تمتلئ بالأفكار والذكريات الميتة يا سيدي، كل كومة من العظام تحت التراب مخزن للأفكار والذكريات والمشاعر، هذا ما يجعلنا بشرًا،

الذكريات تبقى في العقول يا سيدي، وفي القلوب، لا تغادرها أو تنفصل عنها، عندما تنسلخ منها وتتحوَّل إلى كلمات أو صور، تصبح مروية لا ذكرى، يصدّقها البعض ويكذّبها البعض الآخر،

- عندما تنفتح العيون، وتُجلى البصائر، لا تعود إلى سابق عهدها

الكلمات يا سيدي هي التاريخ، هي المعرفة، هي الحضارة، هي الإدراك البشري،

الكلمات يا سيدي هي التاريخ، هي المعرفة، هي الحضارة، هي الإدراك البشري،

هل تتخيل كم أن الكلمات أقوى من البشر، وأطول عمرًا؟! ‏