شخصية الفرد الكويتي

نبذة عن الكتاب

سعيت إلى توثيق مشاهداتي كمواطن كويتي يعيش بين تفاصيل الحياة اليومية لهذا المجتمع. فمنذ ولادتي على هذه الأرض وحتى اقترابي من الأربعين عامًا، عايشت، كأي فرد فاعل، مختلف جوانب الحياة الكويتية، متفاعلًا مع جماعات وتيارات وتكوينات متنوعة — اجتماعية ومهنية وسياسية ورياضية وقانونية وتجارية ودينية — بل وحتى داخل أروقة المحاكم، حيث خضت معاركها من خلال عملي في مهنة المحاماة. ما أحاوله هنا هو جمع أحجار فسيفساء هذا المجتمع، قطعةً قطعة، لرسم مشهد بانورامي متكامل يعكس واقع المجتمع الكويتي المعاصر. وقد حرصت على توثيق جملة من الملاحظات حول شخصية الفرد الكويتي، وسلوكياته، وأفكاره، وتوجهاته، وطبائعه، من خلال مجموعة من الجدليات التي تشغل الشارع الكويتي يوميًا. ناقشتُ في هذا الكتاب موضوعات مثل ميل الكويتي إلى التذمر وشعوره الدائم بالإحباط، وإيمانه العميق بأنه يستحق من الدولة أكثر مما يحصل عليه، واستعداده للتضحية من أجلها، وموقعه من المشاركة السياسية، ودرجة انفتاحه أو ميله إلى العنف السياسي. كما تناولت مواقفه من قضايا النسوية والطيف الجندري، والعنصرية والطائفية، والهيمنة الذكورية، والتعدد المذهبي والديني. وتطرقت إلى ظواهر أخرى مثل عدوانية القيادة في الشوارع، وهوية اللباس الكويتي، والجدل حول اللهجة الكويتية الأصيلة، وانتشار ثقافة "المخبرين"، بل وحتى ذلك الشعور الذي يتغلغل لدى البعض بأن الدولة مؤقتة، ما يدفعهم إلى استنزاف مواردها. كل ذلك في ظل واقع يتسم بالتفاوت الطبقي، وتردي العدالة الاجتماعية، وتفشي الفساد في دولة ريعية. كل هذه الموضوعات، بمجملها، تشكّل لوحة حية للمشهد الاجتماعي اليومي في الكويت، كما رأيته وعشته ودوّنته.