مسيح آخر ... أخير
تأليف
علياء هيكل
(تأليف)
لا تَهِشُّ عَلَى غَنَمَاتِهَا، بل تمشي بينها؛ وهي مِن حَوْلِهَا طائعةٌ تابعةٌ؛ بدتْ كملكةٍ مُحاطةٍ بكتيبةٍ مِن حُرَّاسِها الأوفياء.. تتكئُ على عصا غليظةٍ، ولا يظهر منها سوى بعضٌ من وجهِها الأسمر المُحمرّ غائر التجاعيد؛ الكثيرُ من الملابس والأقمشةِ تُغطّيها من أول رأسِها وحتى قدميْها، الرائي لها من بعيدٍ يظنُّها خيمةً صغيرةً تتحرَّك ببطءٍ مع عمودها، تسقطُ مِن خلفها آثارُ قدميْها وحوافرهم، لتمتصّها الرِّمال السَّاخنة. تُغنّي طوال المسير، تتبعها خرافُها مسحورةً بصوتِها الغجري العتيق، كأنه صوتُ الرِّيح: أجوف وعميقٌ، بعيدٌ وقريبٌ، عجوزٌ وبريءٌ..