اقتباسات من كتاب مرايا : ما يشبه تاريخاً للعالم

وحسب العبرانيّين القدماء، كان اختلاف لغات البشر عقاباً إلهيّاً.

‫ ولكنْ حين أراد الربّ معاقبتنا، ربّما قَدّم لنا جميلاً بإنقاذنا من ضجر اللّغة الوحيدة.

أبتاه، ارسم لي العالم على جسدي.

‫ (غناء لسكان داكوتا الجنوبيّة الأصليّين)

ومثل حوّاء، ومثل باندورا، كانت تلازولتيوتل المذنبة في التسبّب بضياع الرجال؛ والنساء اللّواتي يولدن في يومها يعشْن محكوماتٍ بالمتعة.

‫ وعندما تهتزّ الأرض، في هزّةٍ خفيفةٍ، أو زلزالٍ مدمّرٍ، لم يكن هناك من يخامره الشك:

‫ - إنّها هي.

وبينما هي على منصّة الإعدام، سألت أولمبيا: إذا كنّا -نحن النساء- قادرات على الصعود إلى المقصلة، فلماذا لا يمكن لنا الصعود إلى المنابر العامّة؟

انتزع الجلّاد لسان المحكوم، وقطع عنقه، ثمّ قطَّع جسده، وألقى أشلاءه إلى المحرقة. ومع الأشلاء ألقى إلى النار كذلك بعض كتب فولتير، كي يحترق المؤلّف والقارئ معاً.

مقدمة الثورة الفرنسية..

اكتُشفت القهوة، ومن يدري متى، في أحد جبال أثيوبيا، حيث كانت الماعز تأكل بعض الثمار الحمراء التي جعلتها ترقص طيلة اللّيل.

إعلان الاستقلال أكّد أنّ جميع البشر يولدون متساوين.

⁠‫بعد قليل، أوضح دستور الولايات المتّحدة تعريف ذلك: أقرّ أنّ كلّ عبدٍ يساوي ثلاثة أخماس شخص.

مراكب تهريب المهاجرين، هذه الزوارق السخيفة المضحكة التي يبتلعها البحر، هي حفيدة سفن النخاسة تلك.

العبيد يصعدون إلى السفن، وهُم يرتجفون خوفاً. كانوا يعتقدون أنّهم سيأكلونهم. ولم يكونوا مخطئين كثيراً؛ فتجارة النخاسة، في نهاية المطاف، كانت الفم الذي التهم أفريقيا.

يُبحر المبحر، مع أنّه يدرك أنّه لن يلمس أبداً النجوم التي توجّهه.

ما تنقصنا هي معرفة السبب في كون الفقراء فقراء. أيكون ذلك لأنّ جوعهم يطعمنا، وعريّهم يكسونا؟

المذبحة الكبرى التي نظّمها هتلر كانت ذروة تاريخ طويل.

⁠‫لقد كان اصطياد اليهود رياضةً أوروبيّةً على الدوام.

⁠‫والفلسطينيّون الذين لم يمارسوا هذه الرياضة قطّ، هُم من يدفعون الثمن اليوم.

شاعر مجهول:

⁠‫أعطِ الضرير صدقةً يا امرأة

⁠‫فليس في الحياة شيء

⁠‫أقسى من حزن كون المرء

⁠‫أعمى في غرناطة

لقد كانت أوروبا ترى العالم، وهي تنظر في المرآة.

⁠‫فيما عداها العدم.

كانت قد انقضت سنوات على سقوط القسطنطينيّة عندما حذّر مارتن لوثر من أنّ الشيطان لا يقيم بين الأتراك والعرب فقط، إنّما في بيتنا بالذات أيضاً، في الملابس التي نلبسها، وفي الهواء الذي نتنفّسه.

⁠‫وهكذا ظلّت الحال.

الحبّ الذي يمضي، الحياة التي تُثقل، الموت الذي يطأ.

‫ هناك آلام لا يمكن تجنّبها، هكذا وحسب، ولا وسيلة للخلاص منها.

في 1967 رفض محمد علي الذي ولد كاسيوس كلاي، أن يرتدي الزيّ العسكري ‫ - «تريدون إرسالي للقتل في فيتنام» قال: «من الذي يُذلّ السود في بلادي؟ أهم الفيتناميّون؟ إنّهم لم يفعلوا لي شيئاً قط». ‫ سمّوه خائناً للوطن.

وكانت التجارب التالية أيضاً مجازر أوروبيّة ضدّ مدنيّين عرب. ففي عام 1912، هاجمت الطائرات الفرنسيّة المغرب، واختارت أماكن مكتظّةً بالسكّان، من أجل عدم الخطأ في إصابة الهدف.

بيع البشر كان أربح تجارة للإمبراطوريّة البريطانيّة. ولكنّ السعادة، كما هو معروف، لا تدوم؛ فبعد ثلاثة قرونٍ من الازدهار، اضطرّت الإمبراطوريّة إلى الانسحاب من تجارة الرقيق، وتحوّلت تجارة الأفيون إلى أكبر مصدر أرباحٍ لمجد الإمبراطوريّة.

إعلان الاستقلال أكّد أنّ جميع البشر يولدون متساوين.

‫ بعد قليل، أوضح دستور الولايات المتّحدة تعريف ذلك: أقرّ أنّ كلّ عبدٍ يساوي ثلاثة أخماس شخص.